درب الأردن - أصدر منتدى التنمية والابتكار الأردني تقريره عن ندوة متخصصة عقدها يوم أمس عن واقع ومستقبل منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، وذلك بالشراكة مع شركة منصة دمج الأكاديميا بالصناعة.
وجاء في التقرير:
عبر منصة زووم، وفي مساء السبت 22-2-2025، انعقدت ندوة مهمّة امتدّت لأكثر من ساعتين، نظمها منتدى الابتكار والتنمية الأردني (والذي أسسه أ.د. محمد الفرجات) بالشراكة مع منصة دمج الأكاديمية بالصناعة.
وقد تناول المشاركون بالندوة واقع منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بعد مرور نحو 25 عامًا على تأسيسها، واستعرضوا أهمّ التحديات والفرص المستقبلية في ضوء الرؤية الملكية ورؤية التحديث الاقتصادي.
افتتاح الندوة والكلمة الافتتاحية
استُهلّت الندوة بكلمة ترحيبية قدّمها الدكتور خالد الخريسات (مقدّم الندوة)، شدّد فيها على أهمية تقييم تجربة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة من منظور تنموي واستثماري.
تلت ذلك الكلمة الافتتاحية لعطوفة الدكتور خالد الوزني، الذي قدّم لمحة عن الخلفية التاريخية لإنشاء المنطقة الاقتصادية الخاصة، موضحًا أنّ الرؤية الملكية كانت تهدف إلى بناء “نموذج تنموي” يمكن تطبيقه لاحقًا في المحافظات الأخرى من خلال تبسيط الإجراءات وخفض الأعباء الضريبية. كما أثنى على نجاح العقبة في قطاعات السياحة والموانئ والخدمات، مع تأكيده الحاجة إلى مراجعات تشريعية ومؤسسية للحدّ من أي تداخل بين القوانين المركزية وقانون المنطقة الخاصة.
الجلسة الأولى | نحو تفعيل قانون العقبة والتميّز الصناعي
1. مداخلة سعادة العين شرحبيل ماضي
• استعرض التقدّم الذي حققته العقبة في مجال توسيع الموانئ والمطار وارتفاع حجم الاستثمارات إلى ما يقارب 26 مليار دولار.
• شدّد على أهمية التعليم والتدريب في تلبية احتياجات الصناعة والسياحة، مطالبًا باستمرار الدعم الرسمي لتطوير البنية التحتية ودعم دور العقبة كمحرّك أساسي للاقتصاد الوطني.
2. الدكتور المهندس أمجد الشباطات
• عرض نموذجًا إداريًا مقترحًا لتفعيل قانون المنطقة الخاصة، مؤكدًا دور إدارة المشاريع (Project Management) وإدارة التغيير (Change Management) في ضمان نجاح المبادرات التنموية.
• نبّه إلى أنّ نحو 70% من فشل المشروعات يعود إلى ضعف التعامل مع مقاومة التغيير، داعيًا لإنشاء مكاتب متخصصة لإدارة محافظ المشاريع ومكاتب للتحوّل المؤسسي، إلى جانب بناء شراكات إقليمية ودولية لاستقطاب الاستثمارات وتبادل التقنيات.
3. المهندس رائد الصعوب
• حدّد ملامح الرؤية الصناعية للعقبة، واصفًا إياها بـ“معبر الطاقة” ومركز الصناعات الكبرى في الأردن، مشيرًا إلى ضرورة التكامل بين القطار والموانئ والمطار، والتوسع في الصناعات القائمة على الفوسفات والبوتاس.
• لفت إلى مشكلة تراكم جبال الجبس ومخلفات الصناعات، واقترح حلولًا تكنولوجية وصناعية مثل إنتاج كلوريد الكالسيوم والأسمدة المركبة، لتحقيق قيمة مضافة ومعالجة الآثار البيئية السلبية.
الجلسة الثانية | التخطيط الشمولي والابتكار
1. المهندس عامر الحباشنة
• استعرض أبرز محاور المخطط الشمولي (2030–2040) الذي بُني على تحديثات سابقة، مشيرًا إلى أهمية توزيع العقبة على أقاليم وظيفية (سياحية، صناعية، لوجستية، سكنية…) لضمان التنمية المتكاملة.
• أوضح أن انحسار بعض صلاحيات سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة لمصلحة الوزارات المركزية أعاد قدراً من البيروقراطية، داعيًا إلى حزمة إصلاحات تشريعية لتجديد المزايا التنافسية للعقبة.
2. الدكتور حمزة هنية
• تناول واقع الابتكار في العقبة وتحدّث عن تحسّن ترتيب الأردن في مؤشرات الابتكار العالمي، مؤكدًا الحاجة إلى تكثيف الاستثمار في البحث والتطوير (R&D) وعقد شراكات بين القطاع الصناعي والجامعات.
• شدّد على دور الشباب في إطلاق مشروعات ريادية ضمن قطاعات حيوية مثل التقنية والسياحة والطاقة النظيفة، مشيرًا إلى ضرورة توفير الحاضنات ومراكز التدريب والتمويل.
الجلسة الثالثة | المجتمع المحلي والنقاش المفتوح
1. السيدة عليا الكباريتي والسيد نوح آل خطاب
• تطرّقا إلى أهمّ القضايا التي تواجه المجتمع المحلي، ومنها البطالة والفقر وارتفاع تكاليف المعيشة مقارنة بمحافظات أخرى.
• شدّد نوح آل خطاب على ضرورة إعادة تميّز المنطقة الاقتصادية بالإعفاءات الجمركية والضرائب المخفضة الذي كان مع انطلاقتها.
• طالبا أيضًا بتفعيل برامج لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وسنّ آليات واضحة لتوظيف أبناء العقبة وتوفير منح دراسية، مع الدعوة لتعزيز التواصل والتشاور المستمر بين السلطة والسكان.
2. نقاش مفتوح
• أشاد الحضور بأهمية إعادة العقبة لمسارها الريادي كمدينة اقتصادية نموذجية، مشدّدين على تفعيل قانون المنطقة الخاصة والحدّ من تغوّل الحكومة المركزية على إيرادات العقبة.
• أجاب الخبراء على استفسارات حول البنية التحتية والنقل والفرص الاستثمارية، مبرزين أهمية التعاون والشراكة بين الجهات الرسمية والخاصة والأهالي.
أهم التوصيات
1. إصلاح تشريعي وإداري
• تمكين سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة بالمزيد من الصلاحيات، وتوحيد الضرائب والرسوم لتكون منافسة إقليميًا، مع تعزيز الحوكمة والشفافية في آليات صنع القرار.
2. الاستثمار في القوى البشرية
• توجيه الجامعات وبرامج التدريب نحو القطاعات الرئيسة في العقبة (السياحة، الطاقة، النقل البحري، الأسمدة، الإدارة اللوجستية)، وإعادة تفعيل المنح الدراسية لأبناء المنطقة.
3. تحفيز الابتكار والبحث العلمي
• دعم الشراكات بين القطاع الأكاديمي والقطاع الصناعي، ورعاية ريادة الأعمال الشبابية عبر حاضنات الأعمال، وزيادة الإنفاق على البحث والتطوير.
4. تطوير القطاعات الصناعية واللوجستية
• التوسع في الصناعات القائمة على الفوسفات والبوتاس، وإنشاء مصنع أمونيا بالاعتماد على الغاز المحلي أو الهيدروجين الأخضر، ومعالجة المخلفات الصناعية من منظور بيئي واقتصادي.
5. تمكين المجتمع المحلي
• إنشاء مجلس استشاري يضمّ ممثلين عن المجتمعات المحلية، والارتقاء بالخدمات الصحية والتعليمية، وتحفيز المشروعات الصغيرة والمتوسطة لتوفير فرص عمل في مواجهة البطالة.
الخلاصة
اختُتمت الندوة بالتشديد على أنّ العقبة حققت إنجازات متقدّمة على مدى ربع القرن الماضي، لكنها لم تلامس بعدُ جميع الآفاق التنموية التي يتطلع إليها جلالة الملك. وأجمع الحضور على أن تحقيق هذه الغاية يقتضي رؤية تكاملية وإصلاحات تشريعية عميقة، فضلًا عن دعم الابتكار والبحث العلمي وتمكين المجتمع المحلي. كما أبدى المشاركون تفاؤلهم بإمكانية إحداث نقلة نوعية في العقبة، لترسيخها كنموذج رائد في التنمية الاقتصادية والاجتماعية على الصعيدين الوطني والإقليمي.
وقد شارك في الندوة الأستاذ الدكتور محمد الفرجات (مؤسس منتدى الابتكار والتنمية)، إلى جانب نخبة من الخبراء والمسؤولين والأكاديميين وممثلي المجتمع المحلي، حيث تميّزت مداخلاتهم بطرح رؤى شاملة وحلول عملية قابلة للتطبيق.
ولمن يرغب بمتابعة تفاصيل الندوة ومداولاتها، يمكن مشاهدة التسجيل الكامل عبر اليوتيوب على الرابط التالي:
ندوة: مستقبل العقبة الاقتصادي والصناعي بين الطموح والواقع
https://youtu.be/WE2aIXANQoY?si=yH8IyRqjLYGJdwU2