مطالبة بفتح تحقيق دولي بشأن معلومات عن دفن أحياء في ساحة مستشفى

* كانت قوات الاحتلال تجبر الذكور على خلع ملابسهم باستثناء اللباس الداخلي السفلي، بعد 10 أمتار من خروجهم من المستشفى واحتجزتهم وهم في العراء في ساحة لمدة 6 ساعات قبل أن تعتقل منهم حوالي 50-60 شخصًا وأفرجت عن البقية وطلبت منهم التوجه إلى المدارس التي بها مراكز إيواء

مطالبة بفتح تحقيق دولي بشأن معلومات عن دفن أحياء في ساحة مستشفى
مطالبة بفتح تحقيق دولي بشأن معلومات عن دفن أحياء في ساحة مستشفى

درب الأردن - 

طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، السبت، بفتح تحقيق دولي مستقل في معلومات عن قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بدفن مصابين وفلسطينيين وهم أحياء في ساحة مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال غزة، الذي انسحبت منه قوات الجيش بعد 9 أيام من "الحصار والاقتحام واقتراف فظائع مروعة".

وتحدث المرصد الأورومتوسطي ومقره في جنيف في بيان، عن تلقي شهادات وشكاوى من طواقم طبية وإعلامية تؤكد أن الجرافات الإسرائيلية دفنت فلسطينيين أحياءً في ساحة المستشفى قبل انسحابها منها صباح السبت، مضيفةً: كان بالإمكان مشاهدة أحد الجثامين على الأقل وسط أكوام الرمال، وسط تأكيد مواطنين أنه كان مصابا قبل دفنه وقتله.

وأشار مراسل "المملكة"، إلى أن شهود عيان ومؤسسات حقوقية تحدثوا وبروايات متماثلة أن جنازير الدبابات الإسرائيلية صعدت فوق النازحين الموجودين في خيام في ساحة المستشفى ودفنتهم تحت الرمال وهم أحياء.

وقال مراسل "المملكة، إن الجثث متحللة، وتحدث تلفزيون فلسطين الرسمي، عن وجود أكثر من 20 جثة لشهداء في ساحة مستشفى كمال عدوان بعد أن دهستهم الجرافات الإسرائيلية.

وأكد المرصد أن فرقه تواصل توثيق ما جرى في المستشفى بما في ذلك المعلومات عن قتل أحياء ومصابين بدفنهم في ساحة المستشفى، مشددة على ضرورة فتح تحقيق دولي في مجمل ما شهده المستشفى من انتهاكات فظيعة، استهدفت المرضى والنازحين والطواقم الطبية على مدار الأيام الماضية، ضمن عملية استهداف شاملة للمستشفيات والخدمات الصحية في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي في قطاع غزة.

وقال المرصد إن جرافات جيش الاحتلال الإسرائيلي نفذت صباح السبت عمليات تجريف داخل المستشفى ودمرت بالكامل الجزء الجنوبي منه، قبل أن تنسحب منه مخلفة دمارا هائلا.

وقبل نحو 9 أيام اقتربت الدبابات الإسرائيلية من المستشفى واعتلى قناصة جيش الاحتلال الإسرائيلي البنايات العالية وشرعوا بإطلاق النار على أي شخص يتحرك في المنطقة.

وفي يوم الاثنين 11 كانون الأول/ديسمبر، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي قسم الولادة في المستشفى بشكل مباشر ما أدى لاستشهاد سيدتين وطفليهما وبتر أقدام سيدة ثالثة.

وفي يوم الثلاثاء 12 كانون الأول/ديسمبر، اعتقلت قوات الجيش الاسرائيلي مدير المستشفى أحمد الكحلوت، واقتادت أكثر من 70 من الكوادر الصحية إلى خارج المستشفى إلى جهة غير معلومة.

واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مرات عدة المستشفى وحولت أسطحه ومبانيه إلى ثكنات عسكرية، وفرضت حصارا على الموجودين داخله وحرمتهم من الحصول على الطعام والماء.

وأفاد شاهد عيان طلب عدم ذكر اسمه، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد 48 ساعة من اقتحام المستشفى وحصاره المشدد طلبت من جميع الذكور في المستشفى من سن 16 سنة بالخروج بما فيهم الطواقم الطبية في ساحة المستشفى، ثم قسمتهم على شكل مجموعات من 5 أشخاص أخضعتهم للتصوير والتحقق من هوياتهم.

"المستشفى كان به 65 مصابا و12 طفلا"

ولاحقا عملت قوات الاحتلال الإسرائيلي على إخلاء غالبية من كان في المستشفى الذي كان به 65 مصابا و12 طفلا في العناية المركزة و6 أطفال خدج و2500 نازح و100 من الكوادر الطبية، على مراحل.

وكانت قوات الاحتلال تجبر الذكور على خلع ملابسهم باستثناء اللباس الداخلي السفلي، بعد 10 أمتار من خروجهم من المستشفى واحتجزتهم وهم في العراء في ساحة لمدة 6 ساعات قبل أن تعتقل منهم حوالي 50-60 شخصًا وأفرجت عن البقية وطلبت منهم التوجه إلى المدارس التي بها مراكز إيواء.

وبقي داخل المستشفى حوالي 50 من المرضى وذويهم و5 من الأطباء والممرضات، احتجزوا داخل أحد المباني دون طعام أو شراب أو كهرباء.

وخلال اقتحام المستشفى، دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي البوابات الخارجية للمستشفى، وجزءا من مبنى الإدارة والصيدلية وأحرقت مخزن الأدوية قبل تدميره، ودمرت بئر المياه ومولد الكهرباء ومحطة الأكسجين، وعملت حفرة كبيرة في ساحة المستشفى ونبشت حوالي 26 جثة لشهداء دفنوا في أوقات سابقة، وعملت الجرافة على إخراجهم بشكل مهين ويحط من كرامة الميت.

وأشار المرصد إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نشر صورة لأربعة أشخاص وهم يخرجون من المستشفى وهم يحملون 4 قطع سلاح من نوع كلاشنكوف، وحاولت أن تصورهم كأنهم من المسلحين، غير أن تحقيقات المرصد الأولية أظهرت أن أحدهم طبيب متدرب والآخر ممرض والآخران من النازحين، وأن قوات الاحتلال الإسرائيلي أجبرتهم على حمل الأسلحة الخاصة بعناصر الشرطة التي تحرس بوابات المستشفى.

وأكد المرصد تلقيه شهادات عن استشهاد أحد المسنين نتيجة الجوع والعطش داخل المستشفى، ووفاة آخر بعدما أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاهه أحد كلابها، فيما استشهد عدد من الأطفال ومريضين كانا داخل غرفة العناية المركزة، نتيجة عدم تلقيهم الرعاية الصحية الملائمة.

وقال المرصد الأورمتوسطي، إن الفظائع التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلية في مستشفى كمال عدوان امتداد لهجمات الجيش الإسرائيلي المتكررة، على المرافق، والطواقم، ووسائل النقل الطبية ضمن سياسة ممنهجة منذ 7 أكتوبر الماضي، هدفت إلى تدمير نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة، وهو ما يشكل جريمة حرب بموجب قواعد القانون الدولي الإنساني.

ويعيد الأورومتوسطي التذكير بأن المستشفيات والمرافق الطبية ووسائط النقل الخاصة بالعمل الطبي هي أعيان مدنية تتمتع بحماية خاصة بموجب القانون الإنساني الدولي، أو قوانين الحرب.

وبموجب هذه القوانين لا تفقد المستشفيات حمايتها من الهجوم إلا إذا استُخدمت لارتكاب "أعمال ضارة بالعدو"، وبعد تحذير ضروري، وحتى الآن لم تقدم إسرائيل أي دلائل قوية على استخدام المستشفيات لغير عملها الصحي.

واستخدمت قوات الاحتلال المستشفيات كثكنات عسكرية ومواقع لتمركز القناصة ومقرات للتحقيق مع المرضى والنازحين والطواقم الطبية.

وتشدد قواعد القانون الدولي الإنساني على وجوب حماية الموظفين الطبيِّين والسماح لهم بأداء عملهم، وهو أمر تنتهكه إسرائيل بشكل فج، وفق المرصد.

المملكة