صنوبر تكتب: أسباب الطلاق العاطفي بين الزوجين

حالة من الجمود والبعد في العلاقة الزوجية بين الطرفين، وعادة تتنوع الأسباب التي قد تؤدي إلى الفتور والهجر في العلاقة الزوجية: فقد تكون الأسباب مادية، وقد تكون متعلقة بمهارات التواصل بين الزوجين

صنوبر تكتب: أسباب الطلاق العاطفي بين الزوجين

* غياب مفهوم الأدوار في العلاقة بين الزوجين يؤثر على طبيعة العلاقة بينهما
* حالة من الجمود والبعد في العلاقة الزوجية بين الطرفين

درب الأردن -

الدكتورة نور صنوبر تكتب: الطلاق العاطفي

الطلاق العاطفي يقصد به عادة: الحالة من الجفاء بين الزوجين بحيث يعيش كل منهما بمعزل عن شريكه سواءً تشاركا مسكن الزوجية أو انفصلا من حيث المكان، مع بقاء الرابطة الزوجية بين الطرفين.

أي إنها حالة من الجمود والبعد في العلاقة الزوجية بين الطرفين، وعادة تتنوع الأسباب التي قد تؤدي إلى الفتور والهجر في العلاقة الزوجية: فقد تكون الأسباب مادية، وقد تكون متعلقة بمهارات التواصل بين الزوجين، وقد تكون لأسباب صحية؛ سواء كانت متعلقة بصحة الجسد عموماً ومؤثرة على العلاقة الزوجية أم لا، أو كانت متعلقة بالصحة النفسية، أو لكثرة النزاعات والمشاكل بين الزوجين وعدم القدرة على حلها، ولعل من أسباب الطلاق العاطفي أيضاً الضغط الشديد والمسؤوليات الكبيرة التي تقع على كاهل أحد الزوجين أو كليهما، خاصة في ظل وجود الأبناء وعدم القدرة على تلبية احتياجاتهم المادية أو المعنوية بالشكل المرضي، وتشترك جميع احتمالات مسببات الطلاق العاطفي المذكورة في ضعف قنوات التواصل بين الزوجين وعدم قدرتهم على إدارة المشكلات.

"اختلاف أهداف الزوجين"

وربما كان من الأسباب الداعية لانفصال الزوجين عاطفياً: اختلاف أهداف الزوجين طويلة المدى والمتعلقة بحياتهما الزوجية، ما يجعل كل منهما يسير في خطة مغايرة بمعزل عن شريكه، ويوسع الهوة في العلاقة بين الزوجين، خاصة إن صاحب ذلك تدخل أطراف خارجية في العلاقة الزوجية.

كما أن غياب مفهوم الأدوار في العلاقة بين الزوجين يؤثر على طبيعة العلاقة بينهما، ما يحدث خللاً فيها قد يؤدي بالنتيجة إلى الطلاق أو الانفصال العاطفي.

ويحجم الزوجين أحياناً عن اتخاذ خطوات في اتجاه الطلاق الفعلي، ويكتفيان بالعيش معاً في حالة من العزلة عن بعضهما في الحالة التي يطلق عليها مفهوم: الطلاق العاطفي، ويعود ذلك لعدد من الأسباب، منها أسباب اجتماعية، كالرغبة في البقاء في العلاقة الزوجية لعدم الرغبة في البدء بتجربة جديدة، أو عدم الرغبة أو القدرة على مواجهة الأهل بهذا القرار وعدم وجود الداعم من محيط أحد الطرفين أو كليهما.

 "أسباب مادية"

 ومن الأسباب المادية: كاعتماد أحد الزوجين أو كليهما على الآخر مادياً وعدم قدرتهما على الانفراد بتحمل العبء المادي لو تم الطلاق بينهما، أو لعدم القدرة على تحمل التكاليف المترتبة على الطلاق كذلك، أو الرغبة في احتواء الأطفال في منزل واحد، وأحياناً قد يكون السبب الطبيعة الانسحابية في التعامل مع المشكلات والتي قد تنسحب على شكل العلاقة بين الزوجية حيث يحجمان عن مواجهة المشكلة أو اتخاذ خطوات لحلها.

الجدير بالذكر أن الكثير من الأزواج قد يختار الإبقاء على الرابطة الزوجية لأجل أطفالهما، رغم انفصال الزوجين عاطفياً، علماً بأن الكثير من الدراسات أصبحت تسلط الضوء على أثر الطلاق العاطفي على نفسية الصغار سلبياً، والذي لا يقل ضرراً وتأثيراً عن الطلاق الحقيقي في معظم الحالات، وعليه فإن الأجدى والأجدر أن يسعى الزوجين لحل الخلافات الناشئة بينهما والمؤدية لهذه الحالة من الجفاء بينهما، سواء كان ذلك عن طريق تواصلهما وتعاونهما معاً، أو من خلال طرف ثالث مختص، كالأخصائي النفسي أو المرشد الأسري، وذلك حرصاً على سلامة ومستقبل الأطفال وصحة الزوجين النفسية كذلك.