سد النهضة.. إثيوبيا ومصر تتبادلان الاتهامات
يأتي ذلك في اليوم التالي من انتهاء جولة المباحثات الرابعة إلى طريق مسدود، حيث أعلنت وزارة الموارد المائية والري المصرية، أمس الثلاثاء، انتهاء الاجتماع الرابع والأخير، من مسار مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا في أديس أبابا

درب الأردن -
تبادلت إثيوبيا ومصر الاتهامات بانهيار المفاوضات الثلاثية مع السودان بشأن سد النهضة الإثيوبي على نهر النيل. أعلنت وزارة الموارد المائية والري المصرية يوم الثلاثاء أن الاجتماع الرابع والأخير لمفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا في أديس أبابا قد انتهى. وعلى مدار السنوات العديدة الماضية، رفضت إثيوبيا تقديم أي تنازلات فنية أو قانونية لتأمين مصالح الدول الثلاث.
كان سد النهضة الذي تبلغ تكلفته 3.5 مليار يورو في قلب التوترات في المنطقة منذ أن بدأت إثيوبيا في بنائه في عام 2011. تهديد إمدادات المياه ترى مصر والسودان أن المشروع يمثل تهديداً لمصادر المياه لديهما، ودعتا أديس أبابا مراراً وتكراراً إلى وقف ضخ المياه في السد حتى يتم التوصل إلى اتفاق حول كيفية عمله، لكن إثيوبيا تواصل ضخ المياه في السد. منذ عام 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للتوصل إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، لكن المفاوضات المطولة بين الدول الثلاث لم تسفر عن اتفاق حتى الآن. في 13 يوليو الماضي، اتفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على "الانتهاء من مسودة اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد في غضون أربعة أشهر".
تبادل الاتهامات وقالت وزارة الري المصرية في بيان لها: "أصبح من الواضح أن الجانب الإثيوبي يحاول استخدام غطاء المفاوضات والاستمرار في فرض نفسه على الأرض". وأضافت الوزارة أن "مصر تراقب عن كثب فيضان سد النهضة وتشغيله، وتحتفظ بحقها في حماية مواردها المائية وأمنها القومي في حال تعرضها للضرر وفقاً للمعاهدات الدولية". وردًا على ذلك، قالت وزارة الخارجية الإثيوبية في بيان لها إنها "سعت وتعاونت بنشاط مع دولتي المصب لحل الخلافات الرئيسية والتوصل إلى اتفاق ودي"، واتهمت مصر بـ"التفكير الاستعماري وعرقلة جهود المصالحة". وأضافت أنها "مستعدة للتوصل إلى تسوية ودية وتفاوضية تصب في مصلحة الدول الثلاث وتتطلع إلى استئناف المفاوضات".
فشلت المفاوضات السابقة بشأن بناء السد وتشغيله في التوصل إلى اتفاق. تضارب المصالح ترى إثيوبيا أن سد النهضة أمر بالغ الأهمية لأنه سيولد أكثر من 5000 ميغاواط وسيضاعف إنتاج الكهرباء المتاح حالياً لنصف سكان البلاد البالغ عددهم 120 مليون نسمة فقط. أما مصر، التي يوفر لها النيل 97% من احتياجاتها المائية، فتعتبر سد النهضة تهديداً لوجودها.