خبيرة: الجوع والتدخين من أهم أسباب المشاكل الأسرية في رمضان (فيديو)

درب الأردن - لطيفة عودة - يفرض شهر رمضان التغير في السلوك والأنماط الأسرية والمجتمعية على حد سواء، وتبرز ظاهرة مجتمعية مقلقة،  في هذا  الشهر المبارك، ألا وهي ظاهرة المشاكل الأسرية التي تفتك بالمجتمع والأسرة على حد سواء، مما يشكل خطر كبير على ترابط وتماسك الأسرة واستقرارها.

وفي هذا الجانب، يسلط موقع درب الأردن، على هذه الظاهرة، عبر الباحثة في الشؤون الأسرية والقانونية بالقضاء الشرعي الدكتورة نور صنوبر، وقالت في حديثها لموقع درب الأردن، ان هنالك عدة عوامل تزيد من الخلافات الأسرية في رمضان، منها الجانب الاقتصادي، والاجتماعي، وقد تكون العادات والتقاليد من الأسباب التي تؤدي إلى الخلافات في رمضان المبارك تحديداً.

وأضافت صنوبر، ينتظر المسلمون قدوم شهر رمضان سنوياً أملاً بتجديد الحال والتفرغ للعبادة، وأملاً بالأجر والثواب العظيم المقترن بهذا الشهر المبارك، والذي يتضاعف فيه أجر الأعمال الصالحة، إلا أن هذا التغيير يأتي عادة مصاحباً للكثير من الاختلافات الملحوظة في السلوك، والتي قد تنعكس على التواصل مع الآخرين سواءً في محيط الأسرة أو المجتمع.


 وتابعت: وفقاً لآخر إحصائية نشرت لدائرة الإفتاء العام، فإن وارد طلبات الفتاوى المتعلقة بالطلاق في شهر رمضان زاد على الضعف تقريباً فيما يتعلق بفتاوى الهاتف، نسبة للشهر السابق لرمضان، وكانت الإحصائية السنوية تشير إلى أن فتاوى الموقع الالكتروني الواردة خلال شهر رمضان المبارك وصلت إلى 3116 فتوى بخصوص الطلاق، في حين انخفضت إلى 1743 في الشهر التالي مباشرة، ومجموع الفتاوى جميعها بخصوص الطلاق الواردة في شهر رمضان المبارك كادت تصل إلى 13000 فتوى، في حين انخفض العدد إلى النصف تقريباً بواقع 6012 فتوى في الشهر التالي مباشرة، وهذا مؤشر قد يستدل به على زيادة أعداد المشاكل الواقعة خلال شهر رمضان نسبة لباقي أشهر السنة.

ولخصت صنوبر الأسباب: تغيير الروتين، واختلاف أوقات النوم، ما يصاحبه صعوبة الحصول على القدر الكافي من النوم، ويؤدي هذا إلى زيادة القلق والتوتر ما يؤدي بالنتيجة إلى سرعة الانفعال التي قد تؤدي إلى بعض الإشكاليات في التواصل، وكذلك الاحساس بالجوع المصاحب لساعات الصيام، سيما إذا صاحب ذلك بعض الأعراض الانسحابية لمسببات الإدمان كالنيكوتين والكافيين الموجودين في السجائر والمنبهات كالقهوة وغيرها، ما يؤدي إلى الاضطراب في الحالة الانفعالية المصاحبة لهذا التغيير.

من أهم المسببات.. الأعباء المالية
وأكدت صنوبر أن من من أهم مسببات القلق والذي قد يؤدي بدوره إلى صعوبة حل المشكلات وإدارة المواقف الأعباء المالية المصاحبة لقدوم الشهر الكريم والذي سببه تدني الوضع الاقتصادي العام من جهة، والضغوط والعادات الاجتماعية المتعلقة بالشهر الفضيل، وهذا بدوره قد يخلق حالة من التوتر والقلق المصاحبين للشعور بالمسؤولية وضرورة مجاراة العادات الاجتماعية، يلي ذلك كله الفراغ المصاحب لساعات انتظار وقت الإفطار، إن لم يشغل بما هو نافع ومفيد، سيما أن أوقات الدوام الرسمي تختلف عادة في شهر رمضان، مراعاة العادات خلال الشهر عند الصائمين، وعليه فإن قضاء فترات طويلة في المنزل في ساعات من الفراغ قد يكون مسبباً لبعض الإشكاليات المتعلقة بالتواصل الفعال وآليته، خاصة إن صاحب ذلك التوتر والقلق.


وختمت: للإعلام دور كبير وواضح في الرسائل التي يتلقاها المجتمع وتخزن في اللاوعي الجمعي، وله أثر كبير في تغيير العادات على المستوى الجمعي، وبالتالي فإن الرسائل الإيجابية التي ينقلها الإعلام لها أثر كبير ونوعي في تعديل بعض السلوكات لدى الأفراد والمجتمعات، ويعين على تقبل بعض العادات أو الأفكار، أو نبذها.