خبير يدعو إلى الإقبال والتحوط بشراء الذهب

خبير يدعو إلى الإقبال والتحوط بشراء الذهب

درب الأردن - قال الخبير الاقتصادي عوني الداوود إن الارتفاع المستمر في المعدن الأصفر العالمي ينعكس فوراً على الأسعار المحلية، حيث تشهد نشرات الذهب المحلية سعرين للذهب في يوم واحد، وربما أكثر، وهو ارتفاع غير مسبوق.

وذكر الداوود في مقال له منشور في صحيفة الدستور أن الطلب على الذهب تراجع بشكل ملحوظ بسبب المزاج العام وآثار الحرب الإجرامية التي تشن على أهل غزة خاصة في العديد من المناسبات كتأجيل أو إلغاء العديد من الأعراس و"عيد الأم" و"عيد الفطر".

كما أشار إلى أن التقارير العالمية تشير إلى أن التقارير العالمية تُظهر أن سعر الذهب قد ارتفع بأكثر من 5 بالمئة منذ بداية عام 2024، حيث ارتفعت قيمته بنسبة 19بالمئة  في الأشهر الـ 12 الماضية، كما ارتفعت قيمته بنسبة 394بالمئة في آخر 20 عاماً.
ووفقًا للداوود، يتوقع المحللون أن يظل سعر الذهب أعلى من 2,000 دولار أمريكي حتى عام 2024 مع استمرار الاندفاع العالمي للذهب.

لماذا يرتفع سعر الذهب؟
يوضح الداود أن ارتفاع سعر الذهب يرجع إلى عدة أسباب، منها ما يلي

- الصين: الصين هي أكبر منتج للذهب في العالم (375 طنًا في عام 2022)، ولكن ارتفاع الطلب من المستثمرين الصينيين الذين يتطلعون إلى التحوط ضد حالة عدم اليقين الاقتصادي المحتملة، خاصة في ضوء أزمة العقارات التجارية في الصين، وحقيقة أن نصف جميع شحنات الذهب في يناير كانت إلى هونج كونج والبر الرئيسي للصين، أدى إلى ارتفاع سعر الذهب العالمي.

- من المتوقع أن ينمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 2.1% هذا العام، متفوقًا بذلك على الاقتصادات المتقدمة الأخرى مثل ألمانيا واليابان والمملكة المتحدة، ولكن السبب الرئيسي لارتفاع الذهب هو التوقعات الأقل تفاؤلاً للعديد من الأسواق خارج الولايات المتحدة.

- الحروب الإقليمية والاضطرابات الجيوسياسية، وخاصةً العدوان على غزة والحرب بين روسيا وأوكرانيا (يشير أحدث تقرير للبنك الدولي إلى أن التوقعات والافتراضات الخاصة بالصراع في الشرق الأوسط قد زادت من حالة عدم اليقين العالمي وأن أسعار الذهب ستتسارع إذا تصاعدت الصراعات).

- الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر إجراؤها في نوفمبر/تشرين الثاني واحتمال تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين إذا أصبح دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة.

- زيادة الطلب ومشتريات الذهب القياسية من قبل البنوك المركزية العالمية (39 طنًا في يناير/كانون الثاني، وفقًا لمجلس الذهب العالمي).

- التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والتي "قد تؤثر على عوائد سندات الخزانة الأمريكية وتجعل الأصول الآمنة الأخرى مثل الذهب أكثر جاذبية".

- سعي بعض المستثمرين إلى التحوط من مخاطر التضخم الأعلى من المتوقع.

- يقوم مستثمرون آخرون بتعديل محافظهم الاستثمارية استجابةً لارتفاع أسواق الأسهم.يشير "الداوود" إلى أن أهم أسباب ارتفاع سعر الذهب المذكورة أعلاه تشير إلى أن السعر سيرتفع أكثر، ولكن هذا ليس مؤكدًا دائمًا بالنسبة للذهب، لذا يجب على من يرون الذهب "ملاذًا آمنًا" ألا ينتظروا انخفاض السعر ويستمروا في الشراء.

هل يجب عليهم الشراء أم البيع؟
قال الداوود "لا شك أن الأسعار مواتية جدًا للشراء وكذلك البيع، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يبحثون عن ملاذ آمن ولتنويع سلة استثماراتهم، حيث يبدو أن الأسعار في اتجاه تصاعدي."

ويختتم الداوود مقاله على النحو التالي: "ما يحدث على الصعيدين العالمي والإقليمي من تغيرات سياسية واقتصادية يؤدي إلى، بل ويستلزم "التحوط" من خلال الإقبال على الذهب من قبل الأفراد والبنوك و"البنك المركزي".