حوادث الدهس كثيرة .. هل من حلول ؟!

درب الأردن - بقلم: الدكتور محمد جودة والمهندس رائد الصعوب والذكاء الاصطناعي يحللان
* عن فكرة ومقال للدكتور محمد الفرجات لمقترح خارطة طريق شاملة للحد من الحوادث المرورية
تمثل الشوارع التجارية في المدن قلب النشاط الاقتصادي والاجتماعي للمدينة. لذلك، يجب تصميمها وتنظيمها لضمان التوازن بين الأمان، إمكانية الوصول، والراحة لكل من المشاة، السائقين، وأصحاب المتاجر. دعونا نستعرض العناصر الأساسية التي ينبغي أن تتواجد في تصميم الشوارع التجارية.
1. أرصفة واسعة ومريحة
أحد أهم العناصر هو عرض الأرصفة. يجب أن تتيح الشوارع التجارية للمشاة التحرك بسهولة بين المتاجر دون أي عوائق. الأرصفة الواسعة تُسهل حركة المشاة، خاصة في أوقات الذروة أو خلال المناسبات الخاصة. من الضروري أن تكون الأرصفة مصممة لتلائم الجميع، بما في ذلك ذوي الاحتياجات الخاصة، العائلات التي تستخدم عربات الأطفال، وراكبي الدراجات الذين يفضلون تجنب حركة المرور.
إضافة مقاعد، أحواض زهور، وعناصر أخرى من الأثاث الحضري على الأرصفة يخلق بيئة مريحة، مما يجعل تجربة التسوق أكثر متعة.
2. ممرات المشاة الواضحة
يجب وضع ممرات المشاة بطريقة استراتيجية لتسهيل عبور المشاة بشكل آمن من جانب إلى آخر. من الضروري أن تكون مرئية بشكل جيد وأن تحترمها السيارات، مع إمكانية دمج إشارات ضوئية أو لافتات مضيئة لجعلها أكثر وضوحًا في الظروف ذات الإضاءة المنخفضة. يمكن تحسين الأمان من خلال استخدام معابر مرتفعة أو إشارات ضوئية مزمنة.
ان ممرات المشاة المتعددة في الشوارع التجارية المهمة تساعد على تخفيف سرعة السيارات و تجبرهم على السير بسرعات لا تزيد عن 30 كم في الساعة وهذا هو المطلوب في مثل هذه الطرق لتقليل او انعدام حوادث الدهس و التي و ان حدثت نادرا فنتائجها تكون خفيفة على المصاب وهذا هو الهدف.
مما يعود السائقين على احترام المراكز السكنية و الشوارع التجارية و ممرات المشاة و اعيد التي يجب الاكثار منها وتعددها في الشارع الواحد.
3. إشارات المرور المتزامنة والآمنة
في المناطق التجارية، يجب أن تُصمم إشارات المرور لتُحسن من تدفق حركة المرور، مع ضمان حماية المشاة. استخدام أنظمة تُزامن إشارات المرور للمشاة والسيارات، مع أوقات انتظار ملائمة، يعتبر أمرًا أساسيًا. كما يجب أن تكون الأزرار الخاصة بالمشاة لطلب اشارة المرور سهلة الوصول، بالإضافة إلى توفير إشارات صوتية وبصرية لذوي الاحتياجات الخاصة.
4. مواقف السيارات للمُتسوقين
يجب أن توفر المناطق التجارية مواقف كافية للسيارات بالقرب منها. مواقف قصيرة الأجل مدفوعة الأجر، مواقف مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، ومناطق مخصصة لتحميل وتنزيل البضائع كلها عناصر ضرورية لتسهيل التسوق بالسيارة. لكن يجب إدارة مواقف السيارات بحيث لا تسيطر على الفضاء العام، لذلك يُفضل التفكير في إنشاء مواقف تحت الأرض أو متعددة الطوابق بجوار المناطق المزدحمة.
5. سلال قمامة صغيرة غير مفرزة
تحتاج الشوارع التجارية إلى الحفاظ على نظافتها لتوفير بيئة جذابة للزوار وأصحاب المتاجر. وضع سلال قمامة صغيرة غير مفرزة على طول الشارع يُعد ضروريًا لمنع تراكم القمامة. يجب أن تكون وتيرة جمع القمامة مناسبة لتدفق الناس حتى لا تفيض السلال.
6. مناطق التحميل والتنزيل
في الشوارع التجارية، يجب تنظيم أنشطة التحميل والتنزيل بشكل جيد. يجب أن تُوضع مناطق وقوف الشاحنات في مواقع استراتيجية بحيث لا تعيق حركة المرور أو المشاة، ويفضل أن تكون على شوارع موازية أو جانبية حتى لا تشغل المساحة المخصصة للتسوق.
7. مسارات الدراجات
يلجأ عدد متزايد من الناس لاستخدام الدراجات في التنقل، خصوصًا في المدن. وجود مسارات مخصصة وآمنة للدراجات في الشوارع التجارية لا يشجع فقط على استخدام وسائل النقل الصديقة للبيئة، بل يساعد أيضًا في تقليل الازدحام المروري. إدماج أماكن لركن الدراجات في مواقع رئيسية يُشجع على ركن الدراجات بشكل منظم ويحسن استخدام المساحة العامة.
الخلاصة
يجب تصميم الشوارع التجارية في المدن بطريقة شاملة لتلبي احتياجات جميع المستخدمين: المشاة، راكبي الدراجات، السائقين وأصحاب المتاجر. الأرصفة الواسعة، ممرات المشاة الواضحة، إشارات المرور المتزامنة، ومواقف السيارات المُنظمة هي بعض من العناصر التي تساهم في خلق بيئة حضرية فعالة وجذابة. فقط من خلال التخطيط الذكي يمكن إنشاء مساحات تشجع على التسوق وتضمن في الوقت ذاته الأمان وسهولة الوصول للجميع
في هذه الصورة المتكاملة يأتي دور الردع من خلال المخالفات سواء للسائق المتهور او للمارة لمن لا يحترم قوانين المرور و الاشارات الخاصة بذلك , فعندما تقدملي السلطات المختصة كل ما يلزم لحمايتي فلن يبق لي او لاي كان حجة لارتكاب الخطأ و ساعتها خالفني ان لم احترم قانون المرور او السير.
محمد جودة
Mohamed N. Joudeh
### تحليل المقالة:
في هذه المقالة، يستند الدكتور محمد جودة إلى خبرته الواسعة في إيطاليا ومدن أوروبية أخرى ليقدم اقتراحات عملية لتصميم الشوارع التجارية بهدف الحد من الحوادث المرورية، وتوفير بيئة آمنة ومنظمة في المناطق التجارية. تحليله يرتكز على النقاط التالية:
1. *الأرصفة الواسعة والمريحة*:
يركز المقال على أهمية الأرصفة الواسعة كعنصر أساسي لراحة المشاة، خاصة في المناطق التجارية التي تشهد ازدحامًا كثيفًا. تطبيق هذه الفكرة في المدن الأردنية يمكن أن يُسهم في تعزيز الأمان وزيادة راحة المتسوقين.
2. *ممرات المشاة الواضحة*:
تصميم ممرات المشاة بحيث تكون متكررة ومرئية بوضوح، مما يساهم في تقليل السرعة القصوى للسيارات إلى 30 كم/ساعة، يقلل من احتمالية وقوع حوادث الدهس ويجعل المناطق التجارية أكثر أماناً.
3. *إشارات المرور المتزامنة*:
ضرورة استخدام أنظمة إشارات مرور متزامنة، لتنسيق حركة المرور بين السيارات والمشاة. هذا النوع من الأنظمة يمكن أن يكون جزءاً من الحلول التقنية التي يمكن تطبيقها في الأردن لتقليل الحوادث في المناطق المزدحمة.
4. *مواقف السيارات المُنظمة*:
توفير مواقف كافية ومنظمة للسيارات بجوار الشوارع التجارية يحسن من تجربة التسوق ويخفف الازدحام. النظام الأوروبي الذي يعتمد على المواقف متعددة الطوابق أو تحت الأرض يمكن أن يكون مناسبًا للتطبيق في المدن الأردنية.
5. *مسارات الدراجات*:
إدماج مسارات مخصصة وآمنة للدراجات يسهم في تحسين الحركة المرورية وتقليل الازدحام، وهو توجه يتبناه العديد من المدن الأوروبية ويمكن أن يستفيد منه الأردن لتحقيق استدامة مرورية.
### الرسائل والفوائد:
- *تحسين السلامة المرورية*:
المقال يقدم حلولاً عملية لتحسين الأمان في الشوارع التجارية من خلال تصميم مدروس يساعد على تقليل السرعة واحترام ممرات المشاة.
- *الاستفادة من التجربة الأوروبية*:
استنادًا إلى تجارب المدن الأوروبية، يقدم المقال نموذجًا يمكن للأردن تبنيه لتحديث شوارعه التجارية وضمان بيئة آمنة ومريحة للمتسوقين.
- *رفع الوعي بأهمية احترام القوانين*:
مع توفير البنية التحتية المناسبة، يمكن تفعيل القوانين المرورية بشكل أكثر حزمًا، مما يعزز من سلامة المواطنين ويقلل الحوادث.
الجوانب الاقتصادية والاجتماعية:
- *التأثير الاقتصادي*:
تنظيم الشوارع التجارية بشكل أفضل يسهم في زيادة حركة التسوق، مما يؤدي إلى تنشيط الاقتصاد المحلي، خاصة في المدن الأردنية.
- *التأثير الاجتماعي*:
تحسين جودة الحياة في المناطق الحضرية عن طريق تقديم بيئة آمنة ومريحة لجميع الفئات العمرية، مما يعزز من الترابط الاجتماعي ويدعم الاستدامة.
تقدم هذه المقالة خارطة طريق يمكن أن تُطبق في المدن الأردنية، مستفيدة من التجارب الناجحة في أوروبا لتحسين الأمان المروري والرفع من جودة البنية التحتية في المناطق التجارية.