حماس بين (الصمت العسكري) وإعادة البناء.. تحديات ما بعد التصعيد

درب الأردن - شهدت الأيام الأخيرة ما يمكن وصفه بـ"الصمت العسكري" من جانب حركة حماس في ظل الغارات الإسرائيلية العنيفة التي خرقَت اتفاق وقف إطلاق النار، حيث أسفرت عن مئات الضحايا.
وفي حين أصدرت الحركة تصريحات سياسية تتهم إسرائيل بـ"الانقلاب" على الاتفاق، لم يرد جناحها العسكري، كتائب القسام، بأي بيانات أو عمليات عسكرية، ما فسّره مسؤول الحركة، سهيل الهندي، بأنه "احتفاظ بحق الرد" وتوقع دور الوساطة لإعادة التهدئة.
وأشار الهندي إلى أن قدرات الفصائل المسلحة في غزة قد تأثرت بالحرب، على الرغم من احتفاظها بالقدرة والإرادة لمواصلة القتال.
وأوضحت صحيفة "نيويورك تايمز" أن حماس تعرضت لخسائر كبيرة، من بينها مقتل الآلاف من مقاتليها وتدمير جزء كبير من شبكة أنفاقها ومخازن الأسلحة، مما حدّ من قدرتها على إطلاق الصواريخ.
في المقابل، عملت حماس خلال الشهرين الماضيين على تعزيز قوتها وإعادة البناء. فقد بدأت بتجميع القنابل غير المنفجرة لإعادة استخدامها كأجهزة متفجرة، وجنّدت آلاف العناصر الجدد، وعوّضت خسائرها من القادة والمقاتلين.
وأكد أحد أعضاء كتائب القسام أن جهود الحركة مستمرة لتكون على أهبة الاستعداد لأي تصعيد جديد.
ويعتقد إبراهيم المدهون، المحلل الفلسطيني والمقرب من حماس، أن غياب الرد العسكري الأخير يعود إلى تركيز الحركة على الاستعداد لسيناريوهات قتال أوسع، مثل غزو بري محتمل، مع الإبقاء على جاهزيتها لمواجهة الجيش الإسرائيلي.
في ظل هذه التطورات، تبقى الأوضاع في غزة متوترة، فيما يترقب الجميع نتائج الجهود الدبلوماسية للتهدئة أو احتمال تصعيد جديد في المرحلة القادمة.
رصد+وكالات