تتويج تاريخي لريال مدريد.. وأنشيلوتي أكبر المستفيدين (فيديو +صورة)
درب الأردن -حينما سقط ريال مدريد خلال شهر نوفمبر الماضي، أمام آي سي ميلان الإيطالي في دوري أبطال أوروبا، وابتعد عن المراتب المؤهلة مباشرة للدور ثمن النهائي، قال مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي إن الفريق سيتعافى قريبا، وسيتوج بلقب عالمي، متحديا موسما متقلبا وفترة صعبة جدا لرفاق النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور.
وفي الحقيقة، مرّ فريق العاصمة الإسبانية بأشهر صاخبة منذ أكتوبر الماضي عندما تجرع في الكلاسيكو خسارة ثقيلة (4 ـ0) أمام برشلونة، وزادت النكسات التي تعرض لها عدة لاعبين من بينهم فينيسيوس جونيور (الكرة الذهبية) وكيليان مبابي (أزمة منتخب فرنسا ثم تراجع أدائه مع الفريق)، في إثارة التكهنات حول موسم خالي الوفاض للفريق الذي بدا فاقدا للثقة بشكل غير مسبوق.
ومساء أمس الأربعاء، أعاد الثلاثي كيليان مبابي وفيني جونيور ورودريغو الكثير من الثقة لجماهير الريال، بفوز كبير على باتشوكا المكسيكي في نهائي كأس الإنتركونتيننتال (3 ـ0).
ونجح الفريق الملكي في فرض سيطرته على باتشوكا الذي بدا عند انطلاق المسابقة بخطوات ثابتة سرعان ما تثاقلت بمجرد انطلاق موقعة استاد لوسيل في الدوحة اليوم.
رسالة قوية
وحقق ريال مدريد 3 مكاسب هامة من التتويج بكأس الإنتركونتيننتال، كان أولها تعافي الفريق واسترجاع الثقة باللاعبين والمدرب أنشيلوتي، فضلا عن التتويج باللقب العالمي السادس وتعزيز الرقم القياسي، أما المكسب الثالث فهو تلك الرسالة القوية التي وجهها رودريغو ورفاقه قبل النسخة الموسعة من مونديال الأندية بعد أقل من 6 أشهر.
وتداول كيليان مبابي ورودريغو وفينيسيوس جونيور على تسجيل الأهداف الثلاثة في النهائي ليحقق فريق المدرب كارلو أنشيلوتي اللقب الأول لبطولة الإنتركونتيننتال المستحدثة من الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا)، والتي ستكون النسخة الأولى والأخيرة قبل المرور لمونديال الأندية الموسع بـ32 فريقا.
ولم يبذل بطل دوري أبطال أوروبا الكثير من الجهد قبل أن يحسم المواجهة بشكل أسهل من المتوقع، موجها رسائل بالجملة لمنافسيه على البطولات المقبلة، سواء في الدوري الإسباني (برشلونة وأتلتيكو مدريد) أو في المسابقة القارية، أو في كأس العالم للأندية في يونيو ويوليو المقبلين.
وخاض الريال أشهرا متقبلة في كل المسابقات، حتى أنه كان قريبا من الخسارة في الجولة الماضية من الليغا، أمام رايو فاليكانو قبل أن يغنم نقطة التعادل (3 ـ3) في مواجهة أظهرت بالفعل مدى الإرهاق الذي يعاني منه رفاق الحارس كورتوا.
وبعدما فشل في انتزاع الصدارة في الليغا، انتفض الريال أمام باتشوكا وظهر بنسخة جيدة، رغم أن سياق المباراة وخبرة المنافس لا تقدم سوى مؤشرات قليلة على تعافي الفريق.
وبدا الإيطالي كارلو أنشيلوتي أسعد المدريديين بالتتويج، ذلك أن الانتقادات لاحقته منذ سقوطه أمام ليل الفرنسي في الجولة الثانية من دوري أبطال أوروبا، قبل أن تتعمق معاناته بعد السقوط المدوي أمام برشلونة في الكلاسيكو، ثم الخسارتين المتتاليتين أمام الميلان وليفربول على التوالي 3 ـ1 و2 ـ0 في الجولتين الرابعة والخامسة من المسابقة الأوروبية.
وقال أنشيلوتي: "أنا سعيد جدا، هذا هو النجاح الحقيقي، كان يجب علينا إظهار الشخصية المطلوبة وأنهينا المباراة بأفضل شكل وكل اللاعبين قدموا الأداء المطلوب".
وأضاف: "قدمنا عملا رائعا على المستوى الهجومي، كيليان قدم مباراة ممتازة ورودريغو سجل الهدف الثاني. نحن سعداء لأننا فزنا".
أزمة تنفرج
سجل مبابي هدف الريال الأول أمام باتشوكا، بعمل رائع من فينيسيوس، الذي اختتم أهداف فريقه من ركلة جزاء في الدقيقة 84، ليتخطى اللاعبان المصاعب التي مرت بهما في الفترة الماضية.
وبعد يوم واحد، من تتويجه بجائزة "الأفضل" لأحسن لاعب في العالم، التي تمنحها الفيفا، فاز فينيسوس جونيور بجائزة أفضل لاعب في البطولة، بينما فاز زميله فيديريكو فالبيردي بجائزة الكرة الفضية، لكن تتويج النجم البرازيلي جاء بعد فترة صعبة كانت بدايتها بصدمة كبيرة يوم 28 أكتوبر الماضي خلال الإعلان عن جائزة الكرة الذهبية لفرانس فوتبول.
وخرج مبابي وفينيسيوس أكبر المستفيدين من كأس الإنتركونتيننتال، فرغم أن الوصول لمنصة التتويج لم يستغرق من الفريق الإسباني أكثر من 3 أيام في الدوحة، و90 دقيقة على استاد لوسيل، إلا أن مكاسب الفريق الرسمية تحققت بالفعل بالوصول للقب السادس في تاريخه بكأس العالم للأندية بجانب 3 ألقاب أخرى في كأس القارتين الأوروبية والأمريكية الجنوبية.
وبعد حسم اللقب العالمي، سيكون الريال أمام تحد جديد هو الفوز على سالزبورغ النمساوي في دوري أبطال أوروبا لإنعاش حظوظه في التأهل لدور الـ16 من المسابقة بعدما كان الفريق على شفا حفرة من الفشل في استمرار رحلة الدفاع عن لقبه.