بين حانا ومانا.. ضاعت لحانا

(ليبقى أطفال ونساء غزة دون منجد أو مغيث)

بين حانا ومانا.. ضاعت لحانا

بقلم الدكتور فوزان البقور العبادي

الأمين العام لحزب النهج الجديد 

لم أرى مثلا كهذا يصلح لكل حال ولكل زمان، فهو خير مثل للأصوات الناشزة التي نسمعها بقوة هذه الأيام في الوطن.
ولنفهم أكثر صلاحية هذا المثل في المقال علينا أن نذكر قصته .فقد كان هناك رجل قد تزوج إمرئتين إحداهما صغيرة السن تدعى مانا والأخرى عجوز وتدعى حانا حيث عندما كان يزور مانا تبدأ بنتف الشعر الأبيض من لحيته حتى لا يظهر الشيب فيها. أما حانا فكانت تقوم بنتف الشعر الأسود من لحيته حتى يشيب مثلها. وبعد وقت نظر الرجل في المرآة فلم يعثر على شعر في لحيته فقال غاضباً (بين حانا ومانا ضاعت لحانا).وهذا بالضبط حال غزة وأطفال ونساء وشيوخ غزة. 
فبين من يدعي القومية والعروبة ليتاجر بدماء اطفال ونساء وشيوخ غزة لتسجيل انتصارات سياسيه كرتونية مستخدما مشاعر الأردنيين الجياشه نحو أهلنا بغزة العزة.وبالتالي يحول البوصلة نحو الفتن والتشكيك بمواقف الأردن ليظهر بعباءة الحرية والدفاع عن القضيه . حيث لايقل هذا النوع خطرا على القضية بشكل عام وغزة خاصة من الصهاينه.
 وبين من يدعي أن كل من يقف بوجه هذا العدوان ورفضه والخروج للتعبير عن رأيه بكل حضارة وإنسانية وبتنسيق مشترك مع الدولة والقوى الحزبيه و السياسيه مما يشكل دعما للموقف الرسمي الأردني وتأكيدا على الوحدة بين قيادتنا وشعبنا وأجهزتنا الأمنيه ويعتبر من يقوم بذلك هو مدعي ومثير للفتن والتشكيك بأردنيته تحت مسميات الشرق والغرب و بوطنيته وقوميته ويجب منعه من الخروج والتعبير عن الرفض او حتى الكلام.
فبين هذان التياران الخوف كل الخوف أن نرى دماء أطفال ونساء غزة وفلسطين رخيصة الثمن ونستكين ونبتعد عن المشهد وبالتالي ينطبق علينا إحدى القولين.

السكوت علامة الرضى....كأن على رؤوسهم الطير.
ولكي الله يا غزة ..


بقلم الدكتور فوزان البقور العبادي
أمين عام حزب النهج الجديد