بقلم: الدكتور محمد جودة
تحليل وتوسعة: المهندس رائد الصعوب بمساعدة الذكاء الاصطناعي
مبادرة وطنية بمذاق العيد: “نَفِير المنتج المحلي”… لتكون أفراحنا أردنية من الألف إلى الياء!
فكرة المقال:
في مواسم العيد، يعلو صوت الفرح، ويُزهر السوق، وتنتعش جيوب التجار. ولكن… لماذا لا نجعل هذه الأوقات الذهبية فرصة لدعم أنفسنا بأنفسنا؟
لماذا لا نعيد صياغة العيد في وجداننا ليصبح ليس فقط مناسبة دينية واجتماعية، بل فرصة اقتصادية وطنية نُعلي فيها من شأن المنتج المحلي، ونرسم بها مستقبلًا أردنيًا أكثر استقلالاً وازدهارًا؟
من هنا، تأتي مبادرة “نَفِير المنتج المحلي”، لتكون أسبوعًا سابقًا للعيد، نُعبّئ فيه الجهود، ونُطلق فيه حملة وطنية واسعة، شعارها:
“أسبوع الصناعات الأردنية: عيدك محلي… فخرك وطني”
لماذا الآن؟ ولماذا العيد؟
العيد هو موسم القرار الاستهلاكي:
• ثياب جديدة
• هدايا للأطفال
• حلويات وبهارات وألعاب وزينة
• تجهيزات المنزل والضيافة
• مشتريات بالجملة استعدادًا للزيارات والمناسبات
إذا كانت هذه القرارات تُتخذ خلال أيام قليلة وبحماس كبير، فإن توجيهها نحو المنتج المحلي يعني ضخ ملايين الدنانير في شرايين الاقتصاد الوطني، خلال أسبوع واحد فقط!
ملامح المبادرة: خطوات عملية بروح العيد
1. حملة إعلامية وطنية تحت عنوان: “العيد أردني 100%”
• إعلانات تلفزيونية وإذاعية مؤثرة تروي قصص مصانع أردنية تُحيي الأمل وتخلق فرص العمل
• فيديوهات قصيرة لمواطنين يختارون المحلي بكل فخر
• تصميم وسوم موحّدة مثل: #العيد_محلي، #صنع_في_الأردن، #أسبوع_الصناعات_الأردنية
2. أسواق وبازارات “عيدك أردني” في كل حي ومول
• معارض مفتوحة في كل مدينة أردنية، تزينها ألوان الفرح وأعلام الوطن
• كل بائع يعلّق لافتة “منتج أردني… يد ابن بلدك”
• حضور لفرق فنية شعبية ومسابقات ترفيهية لجذب العائلات
3. عروض “الفرحة محلية” وخصومات مغرية
• تخفيضات تصل إلى 50% على المنتجات الأردنية خلال الأسبوع
• سحوبات على جوائز من مصانع أردنية
• باقات “العيد الكامل محلي” (ثياب + حلويات + ألعاب) بسعر تفضيلي
4. دعم رسمي ومؤسسي شامل
• وزارات الصناعة، الإعلام، والشباب شركاء في التنفيذ
• دعم من البلديات لتوفير الساحات واللوجستيات
• إشراك المدارس والجامعات في ورش عمل ومعارض داخل الحرم التعليمي
تحليل الأثر المتوقع: نتائج تتجاوز البيع
1. انتعاش اقتصادي سريع:
حجم الإنفاق في العيد كبير، وإذا تم توجيهه للمنتج الأردني، فإن عشرات المصانع ستشهد زيادة مباشرة في الطلب، ما ينعكس على التشغيل والتوسع.
2. تعزيز الثقة بالمنتج المحلي:
حين يجرب المواطن المنتجات الأردنية في لحظات البهجة، يرتبط بها عاطفياً، ويعيد الشراء منها على مدار العام.
3. خلق ثقافة جديدة في المجتمع:
من مجرد مستهلك، يتحول الأردني إلى شريك في بناء اقتصاده، يربط بين اختياراته الشرائية ومصير بلده.
⸻
هل هناك تحديات؟ نعم. هل يمكن تجاوزها؟ بالتأكيد!
التحدي 1: تفضيل المستورد؟
الحل: إثبات أن المنتج الأردني يستطيع أن يكون أنيقًا، لذيذًا، آمنًا، ومنافسًا… إذا دُعم.
التحدي 2: ضعف الوعي؟
الحل: ربط فكرة الشراء المحلي بمفاهيم العيد: العطاء، الفرح، الصلة، التكافل.
كل دينار تنفقه على ابن بلدك… هو عيدية لوطنك.
التحدي 3: غياب التنسيق؟
الحل: تشكيل لجنة وطنية دائمة، تجمع ممثلين من القطاعين العام والخاص، وتخطط للحملة كل عام بروح متجددة.
الخلاصة:
عيدنا ليس فقط ملابس جديدة وزيارات وعيديات…
عيدنا هذا العام يجب أن يكون أيضًا:
“انتصار للمنتج الأردني”
“احتفال بعرق المصنع الأردني”
“رسالة حب اقتصادية من الشعب إلى الوطن”
فلنُطلق “نَفِير المنتج المحلي”، ولنُثبت أن في أسبوع واحد فقط… يمكن أن نصنع فرقًا كبيرًا.
اشتري محلي… واهدي وطنك فرحة العيد.