"الميثاق الوطني" يُنظم جلسة حوارية عن الحرب على غزة وتداعياتها
درب الأردن - أكد وزير الخارجية السابق العين ناصر جودة، الدور الكبير الذي لعبه الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في التأثير الإيجابي على مواقف دول العالم وشعوبها إزاء العدوان الإسرائيلي على غزة، ما شكل ضغطا على صناع القرار، ودفع البعض منها إلى تعديل وتغيير مواقفها المنحازة لصالح إسرائيل.
وقال خلال جلسة حوارية نظمها حزب الميثاق الوطني بعنوان "الحرب في غزة والتداعيات أردنيا وإقليميا" مساء أمس الاثنين، إن قوة الأردن في تماسك جبهته الداخلية، وتلاحم وتماسك شعبه وجيشه وأجهزته الأمنية خلف قيادته، وهذه القوة والتماسك هي قوة لفلسطين في الوقت ذاته.
وأضاف خلال الجلسة التي أدارها مساعد أمين عام الحزب لشؤون الشباب الدكتور جمال الرقاد، بحضور رئيس المجلس المركزي للحزب الدكتور يعقوب ناصر الدين، وأمين عام الحزب الدكتور محمد المومني، وأعضاء المجلس المركزي، والهيئة العامة، والمؤازرين للحزب، إن قدر الأردن أن يعيش في منطقة لا تخلو من الأزمات تاريخيا، فعاش حروبا وصراعات وأزمات سياسية وأمنية واقتصادية، لكنه خرج منها أكثر قوة وصمودا بفضل حكمة قيادته، ولحمة أبناء شعبه والتفافه حول قيادته وجيشه وأجهزته الأمنية.
وأوضح أن القضية الفلسطينية بالنسبة للأردن قضية مركزية ثابتة، وهو ما يؤكده دائما جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يمثل صوت الحكمة والعقلانية والحق، وأثبت للجميع ضرورة العودة إلى التركيز على حل سياسي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية في إطار زمني محدد.
وبين أن حل الدولتين طرح ثابت بالنسبة للأردن لينعم الشعب الفلسطيني بالأمان بعد إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على ترابه الوطني بحيث تكون الدولة قابلة للحياة، ومتواصلة جغرافيا، وذات سيادة كاملة على أراضيها، وهذا كله يشكل مصلحة أردنية عليا.
وقال إن الأردن واثق من نفسه، ويلتف حول قيادته، وجيشه، وأجهزته الأمنية، ودائما قوي متماسك، وفي قوة الأردن أكبر دعم للقضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني الصامد على أرضه، ولا سيما في هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها.
وأكد أن محاولات التهجير القسري في غزة نحو مصر، والضفة الغربية نحو الأردن، مرفوض من قبل الأردن، ويتصدى له بكل عزم وقوة وتأثير سياسي في العالم، مشيرا إلى ما نشهده اليوم من حرب غير مسبوقة على أهلنا في قطاع غزة من حيث القصف والتدمير، وقتل النساء والأطفال والمدنيين، حتى وصلت نسبة الضحايا بين النساء والأطفال إلى 70 بالمئة، الأمر الذي دعا أمين عام الأمم المتحدة لاستخدام المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة لخطورة الأوضاع الإنسانية في غزة.
وحذر جودة من سيناريو إيقاف الحرب والعودة لما قبل السابع من تشرين الأول، والأسوء من ذلك الاستمرار بتدمير غزة، وقتل أهلها وتشريدهم.
ولفت إلى أن الحرب لم تبدأ في السابع من تشرين الأول كما روج البعض، وإنما قبل ذلك بعقود حيث لا يجوز لنا النظر لهذا التاريخ على أنه بداية الصراع، وإنما هو محطة من محطات صراع تاريخي، الأمر الذي اتضح لكثير من الدول فأصبح هناك تغير في المواقف العالمية تجاه ما يحدث في فلسطين المحتلة.
وأكد أهمية دور الولايات المتحدة القوة الأكبر تأثيرا على إسرائيل، للضغط باتجاه التركيز على أفق سياسي مرتبط بمدد وإطار زمني، لأنه دون ذلك لن يكون هنا حل، أو العودة إلى ما قبل السابع من تشرين الأول.
وشدد على أن كل ما يعد به ساسة إسرائيل من تحقيق الأمن لن يكون على حساب السلام العادل والشامل، ولن تنفع إقامة الحواجز وبناء الجدران العازلة والاستيطان، أو التشريد والقتل، أو الدمار سيجلب الأمن لهم.
وأكد أن الموقف الأردني يعمل من منطلق واحد، وهو مصلحته العليا، ومصلحة شعبه، وأمنه واستقراره، وذلك من خلال إقامة الدولة الفلسطينة المستقلة ذات السيادة المتواصلة جغرافيا، فذلك مصلحة عليا للأردن.
ولفت إلى أن القضايا المتعلقة بالحل النهائي للصراع تستوجب وجود الأردن على طاولة المفاوضات، فلا يمكن أن يكون هناك مفاوضات وحلول دون الأردن في ظل قضايا رئيسة تتعلق بالقدس الشريف والمقدسات، ورسم الحدود، وحق العودة، واللاجئين، وغيرها من القضايا المرتبطة بالأردن ومصلحته العليا، دون أن يفرض نفسه نيابة عن الشعب الفلسطيني، وإنما مساند له.