المملكة على موعد مع زخات شهب
سماء الاردن على موعد مع ظاهرة فلكية مميزة وممتعة
درب الاردن - قال رئيس الجمعية الفلكية الأردنية عمار السكجي، إن سماء الأردن تشهد مساء الخميس على الجمعة، الموافق 14 كانون الأول الجاري، ذروة زخة شهب التوأميات (Geminids)، والتي تنشط هذا العام في الفترة من 4 إلى 20 كانون أول الحالي.
وأضاف في بيان صحفي، أن ذورة شهب التوأميات تحدث الساعة 2:36 من صباح الجمعة بتوقيت الأردن، موضحا أنه "يمكن مشاهدتها في معظم مناطق الأردن والعالم العربي، وخاصة في المناطق التي تمتاز بالمعايير الرصدية مثلا البعد عن التلوث الضوئي مثل الصحراء والأرياف مع صفاء للجو،قلة الهيز والغبار وعدم وجود غيوم، وكلما زادت كثافة الغيوم قلت احتمالية رؤية الشهب والكرات النارية".
وأشار السكجي إلى أن "تقويم منظمة الشهب العالمية 2023 ذكر فيه أن أقصى معدل لهذه الشهب يساوي 150 شهاب في الساعة عند فترة الذروة في الأوضاع المعيارية والمثالية تقريبا، لكن من النواحي العملية والرصدية المحلية وحسب موقع الاردن الجغرافي".
وتوقع أن ينخفض هذا المعدل الى 139 شهاب في الساعة عند أقصى ارتفاع لمركز الاشعاع في سماء الاردن والذي يكون الساعة 2:36 من صباح يوم الجمعة في حالة الظروف الفلكية الرصدية المعيارية، ويظهر مركز الاشعاع في كوكبة (برج) التوأمان في جهة الشرق، وافضل اوقات لرؤية ومراقبة زخة الشهب مساء الخميس من الساعة الثامنة إلى صباح الجمعة.
زخة شهب التوأميات
وأوضح أنه "في هذه السنة نتوقع زيادة احتمالية رؤية الشهب بسبب ان القمر في الوقت يكون هلال وتبلغ نسبة إضاءته 4.3% ويغرب الساعة 6:52 من مساء الخميس أي قبل شروق مركز الاشعاع. وننصح بمراقبة السماء في كل الاتجاهات وليس فقط منطقة مركز الاشعاع، وقد ذكرت وكالة الفضاء الامريكية ناسا ان زخة شهب التوأميات هي الأكثر كثافة ولمعانا لهذه السنة 2023".
وبين السكجي أن زخة شهب التوأميات هي ظاهرة فلكية مميزة وممتعة ومصدرها خليط بين مذنب صخري وكويكب فايثون 3200 وهو كويكب ضمن كويكبات ابولو التي تدور ضمن حزام الكويكبات، وهذا يختلف عن الشهب التي يكون مصدرها مذنب فقط، وعندما تتقاطع مخلفات وأتربة الكويكب مع مدار الأرض وتدخل في الغلاف الجوي وتتفاعل مع مكوناته وتحترق على ارتفاعات من 80 إلى 100 كيلومتر وتعمل على تأيين مكونات الغلاف الجوي مكونة ظاهرة الشهب، وتزداد الكثافة عندما تكون مرتبطة بمذنب أو كويكب محدد، بحيث يكون لها مركز إشعاع وتكون محددة بتواريخ دورية في السنة، لأن مساراتها تبدو وكأنها تشع للخارج من نقطة مشتركة في السماء. وتشكل هذه المخلفات وهي بحجم حبة الحمص او اقل، وتتفاعل مع مكونات الغلاف الجوي وتعمل على تأينه مكونتا شهب وكرات نارية بألوان زاهية ومضيئة، ولا يوجد خطورة منها على الإطلاق لأنها تحترق في أعالي الغلاف الجوي وتتحول إلى رماد.
وسميت زخة شهب التوأميات بهذا الاسم بسبب أن مركز إشعاعها يكون في كوكبة (برج) التوأميات، وهذه الكوكبة ضمن الأبراج التي تكون في مسار الشمس الظاهري أو ما يعرف بمدار البروج. والبرج هو كوكبة تقع ضمن مدار البروج، فكل برج كوكبة وليس العكس، وهناك فرق بين الجوزاء و"برج الجوزاء"، حيث ان اسم "برج الجوزاء" ليس موجودا والجوزاء هي كوكبة الجبار، والاسم العلمي والصحيح لما يسمى ببرج الجوزاء الذي يقع في مدار البروج هو "كوكبة (برج) التوأمان"، وتقع هذه الكوكبة بين كوكبتي الثور والسرطان، وهذه اعتمادات الاتحاد الفلكي الدولي.