الفرجات يكتب: محمد الوكيل ونداؤه صباح اليوم لوقف شلال ضحايا المرور
درب الأردن - كتب أ.د. محمد الفرجات
الحادث المؤسف الذي شهدته عمان اليوم صباحا، وأسفر عن فقدان أرواح وإصابات عديدة، يؤكد على أهمية تساؤلات طرحها الإعلامي محمد الوكيل صباح اليوم عبر برنامجه "الوكيل"، ولطالما نادى بها، لسانه لسان حال كل المواطنين الأردنيين. تساءل الوكيل بوضوح: "لماذا لا يبادر المسؤول المعني بفحص الخلل في المواقع التي تتكرر فيها الحوادث، والعمل على وضع حلول تضمن سلامة المواطنين؟"
حوادث تتكرر والمشهد لم يتغير
تكرار الحوادث في مواقع معروفة بخطورتها يثير قلقًا واسعًا لدى المواطنين. فبينما تتكرر الحوادث في ذات النقاط، نجد غيابًا ملحوظًا للإجراءات الوقائية مثل تعديل المسارات، تركيب اللوحات الإرشادية، أو وضع مطبات لتخفيف السرعة، أو غيرها من حلول وقائية وشاملة ومستدامة.
هذه الممارسات تؤكد الحاجة إلى رؤية أكثر شمولية في التعامل مع ملف السلامة المرورية، تبدأ من الجهات المعنية مثل البلديات، وزارة الأشغال العامة، وإدارة السير، وصولًا إلى تنسيق أفضل بين هذه الأطراف لضمان طرق أكثر أمانًا.
خطوات مطلوبة للحل
الحلول ليست معقدة، لكنها تحتاج إلى إرادة حقيقية، وترتبط برغبة المسؤول ومبادرته لذلك ضمن مسؤولياته وواجباته وضميره. بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها:
1. إجراء مراجعة فورية للمواقع الخطرة: من خلال فرق عمل ميدانية لتحديد المشكلات الهندسية.
2. تنفيذ حلول عملية: مثل تركيب إشارات تحذيرية، مطبات تخفيف السرعة، أو تعديل هندسي للمسارات الخطرة.
3. توعية مستمرة: لتعزيز ثقافة السلامة المرورية بين المواطنين والسائقين.
4. خطط استباقية: تطوير استراتيجيات دورية لتحليل وتحسين وضع الطرق والمناطق ذات الخطورة.
رسالة للمسؤولين
ما جاء بهذا المقال يعبر عن صوت المواطنين الذين يتطلعون إلى تحرك ملموس للحد من هذه الحوادث المأساوية. أرواح الناس مسؤولية كبيرة، وتتطلب استجابة عاجلة من كل الجهات المعنية.
نناشد دولة الرئيس بتشكيل لجان تحقيق مروري تضم كل الجهات ذات العلاقة، وأن تكون في كل محافظة ولواء في وطننا العزيز، وأن يكون من مهامها دراسة أسباب الحوادث بعناية، ورفع التوصيات التنفيذية الملزمة لأصحاب العلاقة، وكما جاء بالتفاصيل أعلاه.
ومع كل ما سبق سنبقى ننادي وبأعلى صوت بأهمية تحقيق نقل جماعي عصري آمن، فلا يعقل أن يهرع الأردنيون بسياراتهم كل صباح وعند العودة، للوصول للعمل ولتوصيل أبنائهم للمدارس والجامعات...
نتأمل خيرا بمشروع أمانة عمان "الدفع الاليكتروني بالحافلات"، والذي يتيح لتطبيقات الموبايل تتبع مسار ووقت وصول الحافلات وعدد الركاب وأماكن التوقف، ويساهم مع الوقت بفرض النظام على سواقي ومالكي الحافلات، لنخرج من حالة العشوائية والتغول على أنظمة وقوانين السير، ونحقق النقل الجماعي ذات الجودة، وأن تعمم الفكرة بكل المملكة.