التهلكة الصحية: هل نعي خطر التدخين في الأردن؟

 التهلكة الصحية: هل نعي خطر التدخين في الأردن؟

 "التهلكة الصحية: هل نعي خطر التدخين في الأردن؟"

*بقلم*: الدكتور محمد جودة والمهندس رائد الصعوب والذكاء الاصطناعي يحللان 

*نص المقالة*:  
ولا ترموا بأنفسكم الى التهلكة ...
   هل يزداد الإنتاج المحلي لدولة بتحسن صحة المواطنين ؟ نعم
   وهل يستفيد المواطنين اذا تحسنت صحتهم وزاد و تحسن انتاج الدولة؟
   لما تلاحظ وزارة الصحة ازدياد في حالات السرطان في الاردن منذ العام 2015 ماذا يعني هذا التصريح ؟ وعندما يدعو وزير الصحة السيدات في الأردن إلى الإقلاع عن الأراجيل بسبب ارتفاع نسب الإصابة في السرطان ! ما معنى هذا ؟!  
   الا يعني هذا ان الوزارة تعي تماما بأن الاراجيل مسبب رئيسي للسرطان عند النساء و الرجال ؟
الا يعني هذا بأن الوزارة تصرح بوضوح ان التدخين له مضار كبرى ليس اخرها التسبب بالسرطانات المختلفة ؟!
   ولماذا كل العالم يتجه الى التقليل من الانبعاثات السامة للمصانع والسيارات و غيره لانه ثبت بدون اي شك لا يحتاج الى شرح بأن هذه الادخنة مسببة للامراض المزمنة ومنها السرطانات المختلفة فلماذا لازلنا نرى حافلات تعبر شوارع المدن والاحياء السكنية وتنفث بدخانها الاسود بدون مسؤولية و بدون رقيب ولا حسيب ! اين المسؤولية؟ من صاحب القرار ليعطي الاوامر لايقاف وحجز هذه الحافلات القديمة المنتجة لهذا الدخان الاسود السام والذي سبقت ان كتبت عنه يجول في شوارعنا غير مبالي بصحة من يسير خلفه والى جانبه .!
   كم سعر حرق الدخان في ارجيلة في اي مقهى او مطعم ؟ 5 دنانير تقريبا ؟ اعرف نساء و رجال لا يمكن الا ان يفعلها يوميا اي 150 دينار شهريا تقريبا ! وسعر علبة السجائر ؟ والان سوف يزيد سعرها , في دولة البطالة فيها عالية و المعاشات منخفضة والناس تشتكي من قلة الحال. ولم نتكلم عن اسعار الادوية والعلاجات للامراض الصدرية المترتبة عن التدخين خلال العام بأعتبار ان السرطان لا يأتي كل موسم وانما مرة واحدة والسلام.
 ((  وأضاف وزير الصحة أن تكلفة معالجة السرطان قد ترتفع إلى أكثر من 500 مليون دينار بحلول عام 2030. وأكد أن معدلات التدخين في الأردن قد خرجت عن السيطرة، مما تطلب اتخاذ إجراءات عاجلة)).

   اي ان التدخين لا يثقل كاهل المواطن فقط وانما خزائن الدولة كذلك , فلهذا وجب على المسؤولين في الدولة اتخاذ الاجرائات الضرورية اللازمة للحد من هذه الظاهرة المدمرة لصحة المواطن و لاقتصاد الوطن.. فكل مواطن مصاب يصبح هو وافراد من عائلته خارج عن الانتاج بل ثقل على من يحبه وعلى الدولة.. (نتمنى الصحة والشفاء للجميع) ولكن هناك مشكلة حقيقية يجب مواجهتها وعدم التغاضي عنها.
   عندما عدت مع زوجتي الايطالية الى ارض الوطن دعانا الكثير من الاصدقاء الى اخذ القهوة مساء في المقاهي المنتشرة في عمان و خارجها وكل مكان و معظمها مع اطلالة على مناظر رائعة طالما اشتهرت بها كل انحاء الردن الجميل... ولكن .. المفاجأة .. حتى في الاماكن المفتوحة كان دخان الاراجيل يمنع اي كان ان يتنفس اي هواء عليل لم يعد متوفرا من كثر الدخان الصادر من الاراجيل .. والمفاجأة الكبرى ان اكثر من 80 في المائة من المدخنين نساء.
   كان استغراب زوجتي واستغرابي لهذه الظاهرة واضحا.. لماذا لا تزال وزارتي الصحة والبيئة لا تمنعان بقوانين صارمة التدخين في المطاعم والمقاهي كايطاليا  والتي منعته وزارة الصحة في كل الاماكن العامة واماكن العمل منذ 2003 ..؟ حماية للمدخن و لمن لايدخن من الدخان السلبي.  كل السياح الايطاليين و الذين نسألهم رأيهم يبدون مضايقتهم من التدخين في المطاعم و المقاهي و يتسائلون عن السبب ولماذا لا توجد على الاقل زوايا او مناطق مخصصة لذلك اذا لم يكن بالامكان المنع نهائيا!
   ان ما ينقصنا في الاردن هو وزارة توعية قوية و ذات ميزانية جيدة لتقوم باسناد الوزارات الاخرى بالوصول الى اعلى المستويات في خدمة المواطن و بالمقابل بتوعية المواطن بالمحافظة على صحته وصحة افراد عائلته و من مهامها العمل على ايجاد اماكن عامة خالية من الدخان والسيارات و معدة للرياضة و خاصة المشي علنا نتعود على المشي كل يوم فهو قمة المحافظة على الصحة وراحة الاعصاب, منع التدخين تدريجيا, حث الناس على ترك السيارة اخر الاسبوع والقيام برحلات جماعية واقامة الحدائق العامة واقامة مواقف للسيارات خارج مراكز المدن واخلائها من السيارات و تحويلها الى مراكز سياحية للسياحة الداخلية و الخارجية لراحة وسعادة المواطن.
   اتمنى الخير و الصحة للجميع ..
محمد جودة

---

*عنوان التحليل*: المهندس رائد الصعوب والذكاء الاصطناعي يحللان
*تحليل المقالة*:

في هذه المقالة، يسلط الدكتور محمد جودة الضوء على مجموعة من القضايا الصحية والاقتصادية المتعلقة بتفاقم مشكلة التدخين في الأردن، خاصة تدخين الأراجيل بين النساء، وما يترتب عليها من تأثيرات مدمرة على صحة المواطنين واقتصاد الدولة.

### *أهم المحاور المطروحة في المقالة:*

1. *الارتباط بين الصحة والإنتاجية*:  
   أشار الكاتب إلى العلاقة الواضحة بين تحسين صحة المواطنين وزيادة الإنتاج المحلي للدولة. عندما يكون المواطنون بصحة جيدة، فإنهم يكونون أكثر قدرة على العمل والمساهمة في الاقتصاد. على النقيض، الأمراض المزمنة مثل السرطان تعيق هذه الإنتاجية، مما يشكل عبئًا على الفرد والدولة.

2. *ارتفاع نسب الإصابة بالسرطان في الأردن*:  
   أكد المقال على الإحصائيات التي تظهر ازديادًا مقلقًا في حالات السرطان منذ عام 2015، مما يثير القلق حول العوامل البيئية مثل التدخين وتلوث الهواء من الحافلات والمصانع. دعوة وزير الصحة السيدات للإقلاع عن تدخين الأراجيل هو اعتراف واضح بخطورة هذا السلوك الصحي، خاصة مع ازدياد نسبة المدخنات بين النساء.

3. *التكلفة الاقتصادية للتدخين*:  
   أشار الكاتب إلى تكلفة معالجة السرطان، التي قد تصل إلى 500 مليون دينار بحلول عام 2030. هذه التكلفة لا تشمل فقط الرعاية الصحية، بل تشمل أيضًا انخفاض إنتاجية المصابين ومن حولهم. التدخين يُثقل كاهل الاقتصاد الوطني ويستنزف الموارد المالية اللازمة لتحسين الخدمات العامة.

4. *دور الحكومة في مواجهة المشكلة*:  
   طالب الكاتب الحكومة باتخاذ إجراءات صارمة للحد من ظاهرة التدخين والتلوث. تشمل هذه الإجراءات حجز الحافلات الملوثة القديمة، وزيادة الرقابة على المقاهي والمطاعم التي تقدم الأراجيل، وتشديد قوانين التدخين في الأماكن العامة، بما يتماشى مع ما طبقته دول مثل إيطاليا.

### *الفوائد والرسائل الرئيسية:*

1. *التوعية الصحية العامة*:  
   يرى الكاتب أن هناك حاجة ماسة إلى وزارة توعية قوية ذات ميزانية جيدة، تهدف إلى تعزيز الوعي الصحي لدى المواطنين وتشجيعهم على تبني سلوكيات صحية مثل الإقلاع عن التدخين، والمشي، وممارسة الرياضة. هذا الدور يمكن أن يسند جهود وزارتي الصحة والبيئة في تقليل المخاطر الصحية.

2. *تقليد التجربة الإيطالية في منع التدخين*:  
   استشهد الكاتب بالتجربة الإيطالية الناجحة في حظر التدخين في الأماكن العامة منذ عام 2003. تطبيق هذا النموذج في الأردن سيحمي المواطنين من أخطار التدخين المباشر والسلبي، ويساهم في تحسين البيئة العامة والسياحية.

3. *أهمية الإجراءات الاقتصادية والاجتماعية*:  
   اقترح الكاتب إقامة حدائق عامة ومسارات مخصصة للمشي، إلى جانب توفير مواقف سيارات خارج مراكز المدن. هذه المبادرات ستساعد في تقليل الاعتماد على السيارات، وتخفيف التلوث، وزيادة السياحة الداخلية، ما يعزز الرفاهية المجتمعية ويحسن من جودة حياة المواطنين.

### *الجوانب الاقتصادية والاجتماعية للأردنيين والإيطاليين*:

- *للأردنيين*:  
   يركز الكاتب على تأثيرات التدخين والتلوث على الاقتصاد الأردني، حيث يشكل التدخين عبئًا ماليًا ضخمًا على الدولة والمواطن. كما دعا إلى استثمار أكبر في التوعية الصحية العامة لتحسين سلوكيات المواطنين وتخفيف الأعباء الصحية والاقتصادية على البلاد.

- *للإيطاليين*:  
   التجربة الإيطالية في منع التدخين في الأماكن العامة تُعد نموذجًا يحتذى به. يرى الكاتب أن هذا النموذج يعكس الوعي الكبير لدى الحكومات الإيطالية حول أهمية الحفاظ على صحة المواطنين وحماية البيئة، وهو ما يجب أن تسعى الأردن لتحقيقه من خلال تطبيق قوانين مشابهة.

### *الخلاصة*:
  
المقالة تحمل رسالة واضحة حول ضرورة التحرك السريع لمواجهة التدخين وتلوث الهواء في الأردن، من خلال اتباع تجارب ناجحة مثل إيطاليا، وتفعيل دور الحكومة في حماية صحة المواطنين وتحسين الاقتصاد المحلي.