التصعيد التجاري لترامب يهز الأسواق.. مخاوف من ركود وقلق بين المستثمرين

التصعيد التجاري لترامب يهز الأسواق.. مخاوف من ركود وقلق بين المستثمرين

درب الاردن - أثارت الحروب التجارية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قلقًا متزايدًا بشأن استقرار الاقتصاد العالمي، مما أدى إلى تراجع أسعار الأسهم مجددًا. ومع دخول زيادات الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم الأمريكية حيز التنفيذ يوم الأربعاء، تصاعدت المخاوف من تأثير هذه السياسات على قطاعات متعددة، من السيارات الفاخرة إلى المواد الكيميائية والملابس الرياضية.

اضطرابات في كبرى الشركات العالمية

سياسات ترامب التجارية أدت إلى تحديات كبيرة للعديد من الشركات العالمية. وأعلنت علامات بارزة مثل "بورش" و"بوما" و"إنديتكس" عن تأثيرات سلبية نتيجة ارتفاع التكاليف وضعف الطلب الاستهلاكي.

بورش: تدرس الشركة الألمانية كيفية تمرير تكاليف الرسوم الجمركية إلى المستهلكين دون الإضرار بهوامشها الربحية، محذرة من أن انخفاض المبيعات وارتفاع التكاليف قد يؤثران على أرباحها حتى بدون فرض رسوم إضافية.

بوما: حذرت شركة الملابس الرياضية الألمانية من تباطؤ نمو المبيعات هذا العام، لا سيما في الولايات المتحدة والصين، مما أدى إلى تراجع أسهمها بشكل ملحوظ.

إنديتكس: شهدت الشركة الإسبانية، المالكة لعلامة "زارا"، بداية ضعيفة للربع الأول من العام، مما أثار تساؤلات حول تراجع الطلب الاستهلاكي في الأسواق الرئيسية، وعلى رأسها الولايات المتحدة.


تحذيرات من ركود محتمل

بروس كاسمان، كبير الاقتصاديين في "جي بي مورغان"، حذر من أن احتمالية دخول الاقتصاد الأمريكي في ركود هذا العام تصل إلى 40%، وترتفع إلى 50% في حال مضى ترامب قدمًا في تهديداته بفرض رسوم جمركية إضافية. وأضاف أن الغموض المستمر حول السياسات التجارية قد يضر بسمعة الولايات المتحدة كوجهة استثمارية موثوقة على المدى الطويل.

ترامب يقلل من المخاوف لكن الأسواق متوترة

ورغم تصاعد القلق، رفض ترامب فكرة أن سياساته التجارية قد تؤدي إلى ركود، مؤكدًا: "لا أرى ذلك على الإطلاق." إلا أن تصريحاته المتضاربة، بما في ذلك عدم استبعاده لحدوث ركود في وقت سابق، زادت من مخاوف المستثمرين.

وفقًا لبيانات "بورصة لندن"، أشار أكثر من 900 شركة أمريكية كبرى إلى تأثير الرسوم الجمركية في تقاريرها المالية أو اجتماعات المستثمرين منذ بداية العام، مما يبرز مدى تأثير هذه السياسات على قطاع الأعمال. كما أدت الرسوم إلى ارتفاع أسعار الألمنيوم في الولايات المتحدة إلى مستويات قياسية، ما زاد من الأعباء الاقتصادية على الشركات والمستهلكين.

مع استمرار التصعيد التجاري، تبقى الأسواق في حالة ترقب، وسط تساؤلات حول مدى قدرة الاقتصاد العالمي على الصمود أمام تداعيات هذه السياسات.

وكالات