أسعار النفط وسياسات الطاقة.. ما بين ترامب وهاريس (تقرير)

أسعار النفط وسياسات الطاقة.. ما بين ترامب وهاريس (تقرير)
أسعار النفط وسياسات الطاقة.. ما بين ترامب وهاريس (تقرير)

درب الأردن - يبحث المهتمّون بقطاع النفط والغاز، مؤخرًا، عن سياسات الطاقة لدى نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، مع اقترابها من الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي الأميركي، لخوض المنافسة على كرسي الرئاسة، ومقارنتها مع سياسات المرشح الجمهوري دونالد ترمب.
خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن كامالا هاريس وجماعتها ليست لديهم مشكلة إذا ارتفعت أسعار النفط، بل إنها تأتي لصالحهم وتخدمهم، لأن الارتفاع يجعل الخيارات الأخرى -أرخص-.

جاء ذلك خلال عبر مساحات منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، تحت عنوان: "مستقبل النفط في ظل التغيرات السياسية في الولايات المتحدة وبريطانيا".

سياسات الطاقة لدى هاريس وترامب

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، الدكتور أنس الحجي، إن ارتفاع أسعار النفط والغاز يصبّ في مصلحة الديمقراطيين، على المدى المتوسط والطويل، وأيضًا يمكنهم من تشويه سمعة صناعة النفط بصورة أكبر، وهي إحدى سياسات الطاقة لديهم.

وأضاف: "بالإضافة إلى ذلك، ضمن سياسات الطاقة لدى الديمقراطيين، فإن ارتفاع أسعار النفط يساعدهم على فرض ضرائب أكثر، فيحقق لهم أهدافهم في هذه القضية".

ولكن، وفق الحجي، دونالد ترامب في المقابل لديه اعتقاد كامل بأن أسعار النفط والبنزين يجب أن تبقى منخفضة على كل الحالات، لافتًا إلى أن صناعة النفط بشكل عام تفضّل أن يكون الجمهوريون في البيت الأبيض والكونغرس ومجلس الشيوخ.

وأوضح أن جزءًا كبيرًا من صناعة النفط الأميركية والعاملين فيها، جنود وضباط سابقون في الجيش، ولديهم ميول باتجاه الحفاظ على الصناعة، ومن ثم فإنهم يميلون إلى وجود رئيس جمهوري في البيت الأبيض.

وعلى الرغم من ذلك، وفق الدكتور أنس الحجي، فإن مصالحهم المادية تقتضي وجود أشخاص مثل جو بايدن، إذ إنهم في عهده حققت أسعار النفط ارتفاعات كبيرة، كما ارتفع إنتاج النفط الأميركي، ما جعلهم يحققون أرباحًا ضخمة، لا سيما شركات مثل إكسون موبيل وشيفرون اللتين حققتا أرباحًا خيالية.

ولفت إلى أن الفترة الأخيرة في عهد بايدن، بسبب سياسات الطاقة التي اتبعها، لا يمكن على الإطلاق تحقيقها في عهد ترمب، لا سابقًا ولا لاحقًا، لأن ترمب يريد أسعارًا منخفضة للنفط، ولكن ليس بصورة كبيرة؛ لأنه يدرك أن الأسعار المنخفضة ليست جيدة، لذلك فقد دفع أوبك وروسيا وغيرهما إلى خفض الإنتاج بنحو 10 ملايين برميل في 2020، عندما انهارت الأسعار.

وأردف: "لذلك القضية الآن أن كامالا هاريس وجماعتها لا يمانعون ارتفاع أسعار النفط، ولكن ترمب يرفضها، إذ يريد أن يكون كل شيء أكبر وأفضل وأكثر، إذ بالنظر إلى صناعة النفط الأميركية، نجد أمرين مهمين، الأول أنها لم يعد يهمها زيادة الإنتاج ولكن تهمها الاستمرارية، والآخر أن تحقق أرباحًا".

سياسات الطاقة المتجددة والنووية

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن ما حدث في فترة ترمب الأولى لن يتكرر، إذ زاد إنتاج النفط بصورة كبيرة، ولكن الصناعة والمستثمرين حقّقوا خسائر مليارية، ومن ثم إذا لم يحقق ترمب أهدافه فإن ذلك بسبب مقاومة الصناعة له.

وأضاف: "إذا كانت أسعار النفط منخفضة فلن تستثمر الصناعة، ومن ثم لن يحقق آماله في تحقيق ما يسمى (استقلال الطاقة)، إذ إن هذا الاستقلال وهم لكل الدول وليس لأميركا وحدها، إذ إن سياسات الطاقة العالمية تقول إنه لا يوجد استقلال، فالعالم مرتبط ارتباطًا كبيرًا ببعضه".

وأكد الدكتور أنس الحجي، أن الأهم في دور دونالد ترمب هو أنه سيوقف الدعم لمصادر الطاقة المتجددة وللسيارات الكهربائية، وهذا الأثر الكبير والفارق بين الديمقراطيين والجمهوريين، إذ إن وقف هذا الدعم سيغيّر أشياء كثيرة.

وأوضح أنه لن يكون هناك نمو كبير في الطاقة المتجددة، خاصة طاقة الرياح، وسيتوقف الإنفاق على طاقة الرياح البحرية تمامًا، إذ إن الرياح البحرية تتضمّن إنشاء وبناء منصات رياح وسط البحر للاستفادة من طاقة الهواء، وهذا سيوقفها تمامًا.

ويعني هذا بالضرورة، وفق الحجي، أنه على المدى القصير ستكون هناك سوق كبيرة للغاز، وهذا أمر مهم، لأن أميركا لديها كميات ضخمة من الغاز تكفيها لما يصل إلى 300 عام، كما أن هذا يدفع الحكومة الأميركية إلى دعم الطاقة النووية، وهذا تشابه بين الديمقراطيين والجمهوريين، فكلاهما يدعم الطاقة النووية.وكالات