من الخاسر والرابح في اتفاق الهدنة بين حزب الله وإسرائيل؟
درب الأردن - بين تقرير لصحيفة التلغراف عن الرابحين والخاسرين في اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أقر ليلة الثلاثاء، بين ميليشيا حزب الله وإسرائيل.
وأوضحت الصحيفة بأنه في حين تم "سحق ميليشيا حزب الله"، من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، لكن ليس من الواضح ما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أو المواطنون النازحون في إسرائيل سيتمكنون من إعلان النصر.
وبحسب الصحيفة، فإن وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان الذي تم الإعلان عنه يوم الثلاثاء الماضي، هو في الأساس إعادة تنفيذ لقرار الأمم المتحدة رقم 1701، وهو الاتفاق الذي أنهى حرب لبنان عام 2006، وبشر بـ 18 عامًا لشيء قريب من السلام.
وفي حين لا أحد يجرؤ على الأمل في أن يستمر الترتيب الجديد كل هذه المدة، وقد لا يستمر حتى لمدة أسبوع، لكن تم الاتفاق عليه الآن، لأن التوقيت يناسب الأطراف الرئيسية المعنية كافة، بما في ذلك إسرائيل، ولبنان، وإيران، والولايات المتحدة، وأوروبا.
الرابح الأكبر
وأضافت الصحيفة بأن مؤسسة الدفاع الإسرائيلية هي الرابح الأكبر، ففي حين فقد الجيش الإسرائيلي أكثر من 50 جنديًا، وكمًا كبيرًا من المعدات، منذ أن عبر الحدود قبل شهرين، لكنه أدى إلى إضعاف حزب الله بشكل كبير كقوة مقاتلة، إذ تم قطع رأس الميليشيا المدعومة من إيران، وخفضت ترسانتها الهائلة من الصواريخ إلى النصف، ودُمرت أنظمة أنفاقها في جنوب لبنان، وتعطلت أنظمتها المالية وسلاسل التوريد بشكل خطير.
وتابعت بأنه ليس من الواضح ما إذا كان الجيش الإسرائيلي قد فعل ما يكفي للسماح لمواطني إسرائيل النازحين، البالغ عددهم 60 ألفًا بالعودة إلى منازلهم الحدودية، لكن جنرالات إسرائيل سيرون ذلك على أنه وعد سياسي قدمه نتنياهو بشكل متهور، وليس مشكلتهم.
وبالنسبة لجنرالات الجيش الإسرائيلي، كانت الأولوية هي إزالة حزب الله باعتباره تهديدًا وجوديًا لدولة إسرائيل، وقد تم ذلك؛ في الوقت الحالي على الأقل.
أما بالنسبة لنتنياهو وائتلافه الحاكم، فإن الفوز أقل تأكيدًا، إذ لم يعد النازحون بعد إلى منازلهم.
وقال سياسيون إسرائيليون معارضون، يوم الثلاثاء، إن "نصف المهمة" فقط قد تم إنجازها.
ورغم ادعاء نتنياهو المثير للجدل بأنه أعاد حزب الله "عقودًا إلى الوراء"، أظهر استطلاع للرأي أجري ليلة الثلاثاء لناخبي ائتلافه أن 20% فقط يؤيدون اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال زعيم الوحدة الوطنية، بيني غانتس، إن "سحب القوات الآن سيخلق ديناميكية من شأنها أن تجعل الأمر صعبًا بالنسبة لنا، ويُسهل على حزب الله إعادة تجميع صفوفه".
وبالنسبة لحزب الله، فإن البقاء سياسيًا وعسكريًا، هو مكافأة الاتفاق الجديد، وفق الصحيفة.
وقالت إنه رغم قصف إسرائيل لأكثر من عام، وطرد نحو 60 ألف إسرائيلي من أراضيهم، إلا أن الميليشيا ستعيش لتقاتل في يوم آخر.
ولفتت إلى أن حزب الله سوف يشرح خسائره وخسائر الشعب اللبناني، الذي نزح منه أكثر من مليون شخص، من خلال منظور "الاستشهاد والمقاومة الذي يخدم مصالح الحزب الذاتية، تمامًا كما فعل دائمًا" على حد تعبير الصحيفة.
الورقة الرابحة.. والشعور بالسعادة
وخلصت الصحيفة إلى أن إيران لديها سبب للشعور بالسعادة، حيث إن حزب الله هو ورقتها الرابحة في المنطقة، والذي بدا قبل شهر واحد فقط أنها قد تخسره بالكامل.
ومن خلال فصل الحرب في غزة عن القتال في الشمال، والموافقة على وقف إطلاق النار، حصلت طهران على مهلة تسمح لها بالاستمرار في بسط قوتها من لبنان في مختلف أنحاء المنطقة.
ورغم أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قدم الصفقة على أنها انتصار للمفاوضين الأمريكيين، لكن الرئيس المنتخب دونالد ترامب هو الذي سيحقق أكبر المكاسب.