(منتدى الابتكار) يناقش الحلول المستدامة لمشكلة نقص المياه في الأردن
افتتح منتدى الابتكار والتنمية الأردني اليوم الأول من ندوة "تحلية المياه في الأردن: التحديات والحلول"، والتي تُعقد عبر منصة مايكروسوفت على مدار 3 أيام.
درب الأردن - افتتح منتدى الابتكار والتنمية الأردني اليوم الأول من ندوة "تحلية المياه في الأردن: التحديات والحلول"، والتي تُعقد عبر منصة مايكروسوفت على مدار 3 أيام. جمعت الندوة نخبة من الخبراء والمسؤولين لمناقشة الحلول المستدامة لمشكلة نقص المياه في الأردن، مع التركيز في اليوم الأول على مشروع الناقل الوطني لتحلية المياه.
افتتاحية الجلسة:
بدأت الفعاليات بكلمة ترحيبية من المهندس رائد الصعوب، منسق الندوة العلمية، الذي أشاد بجهود الدكتور محمد الفرجات وفريق العمل في التحضير لهذه الفعالية الهامة. شكر المهندس رائد جميع المشاركين والمتحدثين، معبراً عن أهمية هذه الندوة في تعزيز الحوار حول التحديات المائية والحلول المستدامة.
محور الناقل الوطني: ركيزة الأمن المائي في الأردن
أوضح المهندس صدام خليفات، مدير وحدة إدارة مشروع الناقل الوطني بوزارة المياه والري، أن مشروع الناقل الوطني لتحلية مياه البحر الأحمر ونقلها إلى المدن الأردنية يُعتبر من أهم المشاريع الاستراتيجية لتحقيق الأمن المائي في المملكة. يهدف المشروع إلى تحلية 300 مليون متر مكعب من المياه سنوياً، ونقلها عبر شبكة بطول 450 كيلومتر، مما سيوفر 40% من احتياجات المملكة المائية بحلول عام 2030. هذا المشروع سيساهم في تخفيف الضغط على الموارد المائية الجوفية التي تعاني من الاستنزاف والتملح.
تفاصيل المشروع الفنية والبيئية
يتضمن المشروع إنشاء أربع نقاط توزيع رئيسية: اثنتان في العقبة واثنتان في عمان، بسعة تصميمية تصل إلى 50 مليون متر مكعب في العقبة. ستخدم نقاط عمان جميع محافظات الوسط والشمال، مع إمكانية إعادة تخصيص المياه لتلبية احتياجات المحافظات الأخرى. أشار المهندس صدام إلى استخدام تقنيات متقدمة لضمان الحد الأدنى من التأثيرات البيئية، بطاقة تصل إلى 300 ميجاوات لتلبية متطلبات الانبعاثات الكربونية المنخفضة.
الشراكة مع القطاع الخاص والتمويل
أوضح المهندس صدام أن المشروع يعتمد على نموذج الشراكة مع القطاع الخاص، حيث تم تخصيص حوالي 860 مليون دولار كمنح، بالإضافة إلى توفير قروض تنموية ميسرة لدعم المشروع. مدة تنفيذ المشروع ستستغرق 30 عاماً، تشمل أربع سنوات للبناء و26 عاماً للتشغيل والصيانة، مشيراً إلى أن المشروع يشابه في هيكليته مشاريع ناجحة سابقة في الأردن مثل مشروع محطة معالجة مياه الصرف الصحي في السمراء ومشروع جر مياه الديسي.
مناقشات الطاقة المتجددة وإدارة البراين
خلال الجلسة، تم التطرق إلى موضوعات حيوية مثل الطاقة المتجددة وإدارة البراين (المياه المالحة الناتجة عن التحلية). أكد المهندس صدام على أهمية استخدام الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة في المشروع، مشيراً إلى أنها ستشكل 25-30% من إجمالي الطاقة المستخدمة، وهو ما يسهم في تقليل انبعاثات الكربون والحصول على الدعم المالي اللازم. أشار أيضاً إلى أن تحقيق انخفاض في انبعاثات الكربون كان شرطاً أساسياً للحصول على الدعم المالي الذي وصل إلى مليار دولار تقريباً.
أهمية نظم التوزيع والتحديات المستقبلية*
تناول النقاش أيضاً أهمية نظم توزيع المياه والتحديات التي تواجه تنفيذ المشروع. أكد الحضور على ضرورة تحسين نظم التوزيع لضمان وصول المياه المحلاة إلى جميع مناطق الأردن بشكل فعّال. وأشار المهندس صدام إلى أن المشروع سيساهم في إعادة توزيع الموارد المائية بشكل أفضل، مما يدعم التنمية المستدامة في مختلف مناطق المملكة. كما شدد المهندس صدام على خطط القطاع لإدارة المياه بشكل كفوء بالتركيز على تخفيض الفاقد وترشيد استهلاك الكهرباء، مما يوفر كميات كبيرة من المياه جنباً إلى جنب مع الكميات الجديدة عن طريق الناقل الوطني.
المشاريع التكميلية والتقنيات الحديثة
أشار المهندس صدام إلى أن مشاريع التحلية التكميلية ضمن مفاهيم التقنية الحديثة لتركيب وحدات تحت سطح البحر، تساهم في توفير كميات إضافية لمنطقة العقبة ومحيطها مما يسمح بتوفير جزء أكبر من الناقل الوطني بتوفير كميات إضافية للأردن بشكل عام. وأكد أن هذه المشاريع ستكون متكاملة مع الناقل الوطني ولا تؤثر على خططه وسير عمله.
مداخلات الخبراء وتوصياتهم
شارك في النقاش المهندس عمر أبو عيد، مدير برنامج الطاقة والبيئة وتغير المناخ في الاتحاد الأوروبي بالأردن، الذي أكد على أهمية المشروع في دعم الاقتصاد الأخضر. أشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يدير حالياً برامج لدعم الاقتصاد الأخضر بقيمة 190 مليون يورو، مشدداً على ضرورة التعاون الدولي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
أبرز النتائج والتوصيات
خلصت النقاشات إلى عدة توصيات هامة، أبرزها ضرورة الإسراع في تنفيذ مشروع الناقل الوطني لتحلية المياه لضمان تلبية الاحتياجات المائية المتزايدة في الأردن. وأكد المشاركون على أهمية استخدام التقنيات الحديثة لضمان كفاءة التحلية وتقليل التأثيرات البيئية، بالإضافة إلى تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص لتوفير التمويل اللازم للمشروع.
ختام فعاليات اليوم الأول
اختتمت فعاليات اليوم الأول بتوجيه الشكر لجميع المشاركين والمتحدثين، مع التأكيد على أهمية متابعة الحوار والتعاون لتحقيق الأهداف المرجوة من الندوة. وأعرب الحضور عن تطلعهم لمواصلة النقاشات في الأيام القادمة، التي ستتناول محاور أخرى هامة مثل تحلية المياه بالمفاعلات النووية الصغيرة واستخدام التكنولوجيات الحديثة في التحلية.
ستستمر الندوة على مدار اليومين المقبلين، حيث ستُعقد جلسات حوارية تفاعلية تجمع بين الخبراء والمشاركين لمناقشة أحدث التطورات والتحديات في مجال تحلية المياه في الأردن.