عيد الاستقلال الـ 78.. مسيرة بناء وعطاء وواحة أمن وأمان
درب الأردن - "وإنه لمناسبة ذكرى استقلال بلادنا الأردنية وإعلانها دولة مستقلة استقلالاً تاماً على الأساس الملكي النيابي، يسرنا أن نبادل شعبنا العزيز شعور الغبطة وأن نعرب عن شكرنا لجهاده المثمر واغتباطنا بوفائه وولائه، وأن نبعث بتحياتنا وأحسن تمنياتنا للبلاد العربية الشقيقة ولأصحاب الجلالة والفخامة وملوكها العظام ورؤسائها الفخام، سائلين المولى عزَّ وجل سلاماً عاماً للبشر يحققه صلح عادل عاجل تقره الدول الكبرى على الوجه الذي ينتزع الغل من الصدور، ويدفع شعور الثارات التي قد تجر العالم إلى كوارث أخرى متوجهين إلى الله العلي القدير بأن يسدد خطانا جميعاً ويحقق لهذه الإنسانية المعذبة ما فيه الهدى والرضى والسعادة والسلام" من أقوال جلالة الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين "يا جنودنا ويا أبناءنا أنتم سياج وطنكم، ويوم الاستقلال هذا هو الفجر اللامع من بريق سلاحكم وإني لمغتبط بما شهدت من حسن نظامكم وتدريبكم وأرجو أن تكون العاقبة لكم ما دمتم المثل الذي يحتذى بالتضحية باسم الأمة العربية وفي البسالة والطاعة وأداء الواجب كان الله معكم وأعزكم وأعزَّ الوطن بكم".
من أقوال جلالة الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين وتزامناً مع احتفالات الوطن بمناسبة اليوبيل الفضي لتسلم جلالة الملك سلطاته الدستورية يحتفل أبناء الوطن ومعهم النشامى في القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، بيوم الاستقلال البهي الذي يحمل كل معاني الإجلال والتقدير لجهود جلالته الكبيرة في إرساء دعائم النهضة الأردنية الحديثة على أسس راسخة ومتينة، يتطّلع الأردنيون إلى المستقبل، مستبشرين لما تحقق عبر مسيرة الهاشميين الذين جعلوا من الأردن وطناً للأحرار وواحة أمن وأمان، لنعيش أمجاده وذكرياته.
إنّ استقلال مملكتنا مرحلة من أهمّ المراحلِ التاريخية، فهو بداية الاعتراف بالأردن كدولةٍ لها سيادتها وسياستها ونُظمها الخاصّة بها، وكدولةٍ تملكُ قرارها، وتعرفُ كيفَ تديرُ شؤونها، وترتقي بأبناءِ شعبها، ولم يكنْ الاستقلال ليتحقق لولا أنْ اللّه تعالى حبا الأردنَّ بقيادة هاشميّة حكيمة، مُلتفّة حولَ الشّعبِ، ولديها نظرةٌ ثاقبةٌ للحاضرِ والمستقبلِ المُنْتظرِ، فقدْ رسّخَ الملوك الهواشمُ عبرَ التاريخِ الممتدِّ لنشوءِ الدّولةِ قاعدةً عميقةَ الارتباطِ معَ جميعِ دولِ العالمِ؛ حتّى أصبَحَ الأردنّ معروفًا على الصّعيدينِ الدّاخليّ والخارجيّ، مشهودًا له في كلّ المحافلِ الدوليّةِ.
ومع بداية المرحلة الجديدة من الاستقلال وضع الملك عبداللّه الأول _ طيّبَ اللّه ثراهُ، الدولة والشعب نُصب عينيه، ساعياً إلى الارتقاء بالدولة وتطورها ووضعها على خارطة العالم بعد أن بذل جهوداً مضنيةً في سبيل تأسيس إمارة شرق الأردن عام (1921م)، وتعد نقطة تحول هامة في تاريخ الأردن، وبعد خمسة وعشرين عاماً من الكفاح الطويل تحقق حلم الاستقلال وتحولت إمارة شرق الأردن إلى المملكة الأردنية الهاشمية ذات السيادة والقانون والهيكلية السياسية المحددة بالأنظمة واللوائح الضابطة.
وعلى نهج الهواشم يسير جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية الملك عبدالله الثاني المعظم حفظه الله ورعاه، في إكمال مسيرة الاستقلال ويواصل بناءه وسط إنجازات كبيرة مشهودة ومسارات واضحة وطموحات جاده وأفكار نيرة متزنة، نحو العُلا والعطاء، والتميز وتحقيق الآمال والتطلعات وبناء الإنسان الأردني وتمكينه، ليكون دائماً في الطليعة عنواناً ورمزاً للإبداع، فالوطن اليوم وهو يحتفل بذكرى استقلاله 78 في عهد مليكنا المفدى، يعيش حالة من التماسك والتناغم والمحبة ما بين القيادة والشعب في ظل أجواءٍ من الطمأنينة على ما وصل إليه من تقدم وتطور وازدهار وأمن واستقرار.بترا