بلا هالإشارة.. بقلم جودة والصعوب

درب الأردن -
بلا هالإشارة...
بقلم: الدكتورمحمد جودة والمهندس رائد الصعوب والذكاء الاصطناعي يحللون
نص المقالة:
إشارات التنبيه الموجودة في السيارات في الأردن، التي إن كبستها لأعلى اليمين يعرف من ورائك أنك متجه يمينًا، وإن كبستها لليسار يعرف السائق الذي وراءك أنك ذاهب شمالًا أو رايحة، وإن استعملت أو استعملتِ الإشارة ذات المثلث الأحمر التي تعمل في الاتجاهين فهذا يعني أنه في خطر وليس أنك تريد الذهاب في الاتجاهين.
أقول إن هذه الإشارات في الأردن لا داعي لها، لماذا لا يأتون لنا بسيارات بدونها ويخصمون لنا ثمنها؟ لأنني، حسب ما تبين لي بعد أن سألت عدة أشخاص لماذا لا تستعمل/ين إشارة الاتجاه لتخبر السائق الذي خلفك إلى أين أنت متجه، كانت الإجابات (وكأن هناك موضوع كرامة مجروحة): "لماذا يعرف أين أنا ذاهب؟ عليه أن يدبر حاله، أنا حر أينما أريد أذهب، ما شأنه؟ لماذا أتعب نفسي؟"
أو كما حدث بالأمس، لأنه كلما خرجت في مشوار مع زوجتي لنلف في عمان، تكون مغامرة. بالأمس، سيدة محترمة وسيارة جيدة أعطت إشارة على اليسار، فخففت قليلاً لأعطيها المجال، وفجأة لفت على اليمين، كأنها لا تعرف كيف تستعمل الإشارة.
وتكون في شارع عريض بثلاث مسارات، تقف عند الإشارة الحمراء، فيتحول إلى خمس مسارات، لا تعرف كيف. وكل الذين على يمينك وبدون إشارة يلفون على اليسار، وكل الذين على يسارك يلفون يمينًا، ولا تعرف إذا ما كنت ستستمر في الطريق المستقيم أو تفهم إلى أين يذهب الناس، وقد تتحول الإشارة إلى حمراء من جديد وتجد نفسك ما زلت واقفًا.
عمري ما كنت عند تقاطع كبير وأردت أن ألف على اليسار أو أقوم بعمل "يو تيرن" وكنت أعطي إشارة وخرجت بسهولة، لأنني أكون محاطًا بكل الذين على يميني، وبدون إعطاء إشارة، يقومون بنفس الشيء ويلفون أمامي، وينظرون إليك بنظرة "الذي لا يعجبه".
كنت قد كتبت مقالاً أن السواقة فن وذوق وأخلاق، فهل هذه الصفات موجودة في أسئلة امتحان السواقة وإعطاء الرخصة؟ متى سنأخذها بعين الاعتبار عند تقييم السائق في امتحان القيادة؟
عنوان التحليل:
ثقافة الإشارة المرورية في الأردن: بين الكرامة والمسؤولية
تحليل المقالة:
في هذه المقالة، يستعرض الدكتور محمد جودة بأسلوب ساخر وواقعي مشكلة عدم الالتزام بإشارات الاتجاه في الأردن. يستخدم الكاتب تجاربه الشخصية على الطرقات ليطرح سؤالاً جوهرياً: هل أصبحت إشارات الاتجاه مجرد كماليات لا أهمية لها في ثقافة القيادة الأردنية؟ من خلال سرد هذه المواقف وردود الفعل، يتناول المقال العديد من النقاط التي تعكس الحالة الراهنة للثقافة المرورية في المجتمع.
المحاور الرئيسية:
1. تجاهل استخدام الإشارات المرورية : يناقش الكاتب كيف أن العديد من السائقين يتجاهلون استخدام إشارات الاتجاه عند تغيير مسارهم، مشيرًا إلى أن البعض يعتبر أن استخدام الإشارات هو "تعب" غير ضروري أو أنه من باب "الكرامة" ألا يُظهر نواياه للآخرين.
2. ردود الأفعال السلبية : يظهر المقال مدى اللامبالاة والاستهتار لدى بعض السائقين من خلال ردودهم، حيث يعتبرون أنه من حقهم المطلق أن يغيروا مسارهم دون إعلام الآخرين، وهذا يعكس عدم إدراكهم لأهمية هذه الإشارات في تحقيق الأمان والسلامة على الطرق.
3. الفوضى المرورية الناتجة : يعرض الكاتب مواقف حية عن الفوضى التي تحدث عند عدم استخدام الإشارات، مثل تضاعف عدد المسارات عند الإشارات الحمراء بشكل عشوائي، مما يخلق فوضى وصعوبة في التنقل والتنبؤ بحركات السائقين الآخرين.
الرسائل والفوائد:
1. أهمية الوعي المروري: يشدد الكاتب على أهمية نشر الوعي المروري بين السائقين، حيث أن استخدام الإشارات ليس مجرد التزام قانوني، بل هو تعبير عن الاحترام المتبادل بين السائقين وضمان لسلامة الجميع.
2. التوعية والمسؤولية الاجتماعية: يدعو المقال إلى ضرورة تغيير الثقافة المرورية من خلال التعليم والتوعية، بحيث يصبح استخدام الإشارات جزءاً من المسؤولية الاجتماعية للسائقين، وليس مجرد إجراء شكلي.
3. مراجعة نظام تعليم القيادة: يشير الكاتب إلى أهمية إعادة النظر في نظام تعليم القيادة في الأردن، بحيث يشمل القيم الأساسية في القيادة الآمنة والمسؤولة، وأن تتضمن اختبارات القيادة عناصر تقييمية للذوق والأخلاق على الطريق.
الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية:
1. الأبعاد الاجتماعية: إن عدم الالتزام بإشارات الاتجاه يعكس عدم احترام السائقين لبعضهم البعض، مما يؤدي إلى زيادة التوتر والمشاكل على الطرق. كما أن عدم الالتزام يمكن أن يؤدي إلى زيادة الحوادث والمشاكل التي تؤثر على النسيج الاجتماعي.
2. الأبعاد الاقتصادية: يتسبب عدم استخدام الإشارات بشكل صحيح في زيادة نسبة الحوادث المرورية، مما يعني خسائر اقتصادية كبيرة، سواء على مستوى الأضرار المادية للسيارات أو الوقت المهدر في حل النزاعات المرورية الناتجة عن هذه الفوضى.
خلاصة التحليل:
المقال يعبر عن أزمة ثقافية في كيفية تعامل السائقين مع إشارات الاتجاه في الأردن. يشير الدكتور محمد جودة إلى أن هذه الأزمة تحتاج إلى تغيير جذري في أسلوب تعليم القيادة وزيادة الوعي المروري، بالإضافة إلى تعزيز احترام السائقين لبعضهم البعض على الطرق. إن استخدام الإشارات يجب أن يكون جزءًا لا يتجزأ من الثقافة المرورية، فهو ليس مجرد إجراء قانوني، بل جزء من المسؤولية الاجتماعية التي تقع على عاتق كل سائق.