الفرجات يكتب: رؤية ومقترح لإنشاء مدينة طبية عالمية في الأردن

درب الأردن - كتب أ.د. محمد الفرجات
مع تزايد التحديات الصحية الناتجة عن التغير المناخي، مثل انتشار الأمراض الوبائية، والجفاف، والتلوث البيئي، وتأثيرها المباشر على صحة الإنسان، تبرز الحاجة إلى مستشفى عالمي متكامل يعالج هذه القضايا بطريقة شاملة. يهدف مشروع "مدينة الحياة الطبية" إلى توفير رعاية صحية متقدمة للأمراض المرتبطة بالتغير المناخي، إلى جانب علاج المرضى من المناطق المنكوبة عالميًا، والفقراء في المملكة، وتقديم خدمات طبية متطورة للمواطنين بأسعار مناسبة.
أولًا: أهداف المشروع
علاج الأمراض المرتبطة بالتغير المناخي، مثل الأمراض التنفسية الناتجة عن التلوث، الأمراض المنقولة عبر المياه، التأثيرات الصحية للجفاف، والأوبئة التي يفاقمها تغير المناخ.
استقبال المرضى من المناطق المنكوبة عالميًا، مع توفير الرعاية اللازمة لهم وضمان عودتهم إلى ديارهم بعد العلاج.
تقديم العلاج المجاني للفقراء في الأردن، إلى جانب خدمات طبية بأسعار مقبولة للمواطنين.
استقطاب أطباء متطوعين عالميين لإجراء عمليات معقدة والمساهمة في الأبحاث الطبية.
إنشاء مركز أبحاث طبي متخصص لدراسة الأمراض المرتبطة بالتغير المناخي، وإيجاد حلول علاجية ووقائية.
توفير علاجات متقدمة لحالات زراعة الأعضاء، والأجهزة الطبية المكلفة.
تعزيز مكانة الأردن كمركز طبي عالمي، تحت الرعاية الملكية الهاشمية الداعية للسلام والصحة العالمية.
ثانيًا: موقع المشروع والبنية التحتية
الموقع: سيتم بناء المستشفى على أرض خزينة الدولة بمساحة كبيرة، بالقرب من مشروع المدينة الجديدة، مما يضمن سهولة الوصول إليه من مختلف أنحاء المملكة والعالم.
التصميم: ستكون المدينة الطبية عبارة عن مجمع متكامل يضم:
مستشفى عالمي مجهز بأحدث الأجهزة والتقنيات الطبية.
عيادات متخصصة تغطي جميع التخصصات، مع التركيز على الأمراض البيئية والمناخية.
مراكز تشخيص متقدمة تشمل الأشعة، التحاليل المخبرية، والتصوير الطبي.
مركز طوارئ وجراحة متطور للحالات الحرجة والمعقدة.
أجنحة إقامة وسكن للأطباء والمتطوعين القادمين من مختلف دول العالم.
مراكز إعادة تأهيل وعلاج طبيعي للمرضى المتضررين من الكوارث المناخية.
مرافق بحثية ومختبرات متطورة لدراسة العلاقة بين الصحة والتغير المناخي.
وحدات زراعة الأعضاء وأقسامل متخصصة للعلاج بالخلايا الجذعية والأجهزة التعويضية.
مجمعات سكنية مهيأة لاستقبال المرضى الدوليين، مع تقديم الدعم اللوجستي والطبي لهم.
ثالثًا: التمويل والدعم الدولي
سيتم تمويل المشروع (رأسمالي وكلف جارية وتشغيلبة) من خلال صناديق المناخ الدولية والمنظمات الصحية العالمية، مع بناء شراكات عالمية بالمشروع، بالإضافة إلى مساهمات الدول الشقيقة والصديقة، مثل:
صندوق المناخ الأخضر (GCF) وبرامج الأمم المتحدة المختصة بالمناخ والصحة.
المنظمات الإنسانية مثل منظمة الصحة العالمية (WHO) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP).
الصناديق العربية والدولية الداعمة للمشاريع الطبية والبيئية.
الجامعات ومراكز الأبحاث العالمية المهتمة بتأثير المناخ على الصحة.
تبرعات رجال الأعمال والجمعيات الخيرية الداعمة للرعاية الصحية والبيئية.
رابعًا: الكوادر الطبية والموارد البشرية
أطباء وباحثون عالميون متخصصون في الأمراض المناخية والجراحة المتقدمة.
فريق طبي محلي ودولي مدرب على أحدث التقنيات الطبية.
باحثون وعلماء في مجال الصحة البيئية والطب الوقائي.
كوادر تمريضية وفنية مؤهلة لتقديم أعلى مستوى من الرعاية الصحية.
خامسًا: الفئات المستهدفة للعلاج
المرضى المتضررون من التغير المناخي عالميًا، مثل المتأثرين بالأوبئة والتلوث البيئي.
الفقراء في الأردن، حيث سيتم تقديم العلاج لهم مجانًا.
المواطنون الأردنيون، الذين يحصلون على الخدمات الطبية بأسعار مناسبة ومدعومة.
مرضى زراعة الأعضاء، الذين يحتاجون إلى عمليات مكلفة وأجهزة تعويضية متطورة.
سادسًا: الخدمات الطبية والتخصصات المتوفرة
1. الأمراض التنفسية والتلوث البيئي: علاج الربو، أمراض الرئة، والتسمم الهوائي الناتج عن الانبعاثات.
2. الأمراض المعدية والوبائية: مكافحة الأوبئة التي تتفشى بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتغير المناخ.
3. الأمراض الجلدية والتسممات: علاج التهابات الجلد والأمراض المرتبطة بتلوث المياه والهواء.
4. الأورام والعلاجات المتقدمة: تقديم العلاجات المناعية والخلوية الحديثة.
5. زراعة الأعضاء: زراعة الكلى، الكبد، القلب، والرئتين، بالإضافة إلى الأطراف الاصطناعية.
6. القلب والأوعية الدموية: علاج أمراض القلب الناتجة عن الإجهاد الحراري والتغيرات المناخية.
7. طب الأطفال وحديثي الولادة: رعاية الأطفال المصابين بالأمراض الناتجة عن سوء التغذية والتغير البيئي.
8. النساء والتوليد: متابعة الحمل المتأثر بالملوثات البيئية، وعلاج مشكلات الخصوبة المرتبطة بالمناخ.
9. الصحة النفسية والعلاج السلوكي: تقديم الدعم النفسي للمتضررين من الكوارث البيئية والمناخية.
سابعًا: آليات التشغيل والإدارة
إدارة عالمية محترفة بإشراف وزارة الصحة الأردنية ومنظمات طبية عالمية.
نظام رقابي صارم لضمان تطبيق المعايير الصحية والبيئية.
اعتماد أحدث الأنظمة الذكية لإدارة الملفات الطبية والتواصل بين الأقسام.
تنسيق دولي لاستقبال المرضى عبر الحكومات والمنظمات الصحية.
ثامنًا: خارطة الطريق لتنفيذ المشروع
المرحلة الأولى: التخطيط والتصميم (0 - 1 سنة)
تحديد الأرض وتخطيط البنية التحتية.
تأمين التمويل والتوقيع مع الجهات الداعمة.
تصميم المستشفى بمشاركة خبراء عالميين في الطب والمناخ.
المرحلة الثانية: التنفيذ والبناء (1 - 3 سنوات)
بناء المستشفى ومرافقه الطبية.
تجهيز العيادات والمختبرات بأحدث التقنيات الطبية والبيئية.
تشغيل تجريبي لبعض الأقسام الطبية.
المرحلة الثالثة: التشغيل والتوسع (3 - 5 سنوات)
تشغيل المستشفى بكامل طاقته واستقبال المرضى من مختلف الدول.
تطوير البحوث الطبية حول الصحة والتغير المناخي.
توسيع الخدمات وفق الحاجة وتعزيز التعاون الدولي.
تعد "مدينة الحياة الطبية لأمراض المناخ" مشروعًا رائدًا عالميًا، ليس فقط في تقديم الرعاية الصحية، بل أيضًا في مواجهة التحديات الصحية الناجمة عن التغير المناخي وأضراره.
تحت الرعاية الملكية الهاشمية، سيكون هذا المستشفى نموذجًا للطب المستدام والإنساني، يعكس دور الأردن في العمل المناخي والصحي العالمي.
"الطب رسالة إنسانية... ومدينة الحياة الطبية ستجعلها واقعًا عالميًا لمستقبل صحي أكثر أمانًا."